الأعراض
عادةً ما تُكتشف عيوب القلب الخلقية الخطيرة عقب الولادة بفترة وجيزة، أو خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل. ويمكن أن تشمل المؤشرات والأعراض ما يلي:
- تحوُّل لون الجلد إلى اللون الرمادي الشاحب أو الأزرق (الزرقة)
- سرعة التنفس
- تورم الساقين أو البطن أو المناطق المحيطة بالعينين
- ضيق النفس أثناء الرضاعة، ما يؤدي إلى عدم زيادة وزن الرضيع زيادةً طبيعيةً
لا يمكن تشخيص الحالات الأقل خطورة من عيوب القلب الخلقية حتى وقت متأخر من مرحلة الطفولة. قد تشمل مؤشرات وأعراض عيوب القلب الخلقية عند الأطفال الأكبر سنًّا ما يلي:
- الإصابة بضيق النفس بسرعة أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
- الشعور السريع بالإرهاق أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
- الإغماء أثناء ممارسة التمارين أو الأنشطة
- حدوث تورم في اليدين أو الكاحلين أو القدمين
متى تزور الطبيب
تُشخَّص عيوب القلب الخلقية غالبًا قبل ولادة الطفل أو بعدها مباشرةً. فإذا لاحظت ظهور أيٍّ من المؤشرات أو الأعراض السابقة على طفلك، فاتصل بالطبيب المعالج للطفل.
إذا لاحظت ظهور أي من مؤشرات أو أعراض عيوب القلب الخلقية الأقل خطورة على طفلك أثناء نموه، فاتصل بالطبيب المعالج للطفل. وسيخبرك الطبيب إذا كانت هذه الأعراض بسبب عيب في القلب أم حالة طبية أخرى.
الأسباب
كيفية عمل القلب
لفهم أسباب عيوب القلب الخلقية، قد يكون من المفيد أن نعرف آلية عمل القلب.
ينقسم القلب إلى أربع غرف مجوفة؛ اثنتان جهة اليمين واثنتان جهة اليسار. ولضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، يستخدم القلب ناحيتَيه اليمنى واليسرى لأداء مهام أخرى.
ينقل الجانب الأيمن من القلب الدم إلى الرئتين عبر الشرايين الرئوية. وفي الرئتين، يُزوَّد الدم بالأكسجين ثم يعود إلى الناحية اليسرى للقلب عبر الأوردة الرئوية. ويضخ الجانب الأيسر للقلب بعد ذلك الدم عبر الشريان الرئيسي للجسم (الأورطي) إلى بقية أجزاء الجسم.
كيف تنشأ العيوب الخلقية في القلب
يبدأ تشكل القلب ويأخذ في النبض خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل. كما يبدأ أيضًا تكوُّن الأوعية الدموية الرئيسية التي تمتد من القلب وإليه خلال هذه الفترة الحرجة من الحمل.
إن هذه المرحلة من نمو الطفل هي التي يمكن أن تنشأ خلالها عيوب القلب. ولا يعلم الباحثون سبب حدوث معظم هذه العيوب على وجه التحديد، لكنهم يعتقدون أن العوامل الوراثية، وبعض الحالات المرضية، وبعض الأدوية، وبعض العوامل البيئية والعادات السلوكية مثل التدخين، قد يكون لها دور في حدوثها.
ثمة عدة أنواع مختلفة من عيوب القلب الخلقية. وتُصنَّف هذه الأنواع ضمن الفئات العامة التالي ذكرها.
وصلات غير طبيعية داخل القلب أو الأوعية الدموية
تسبب هذه الوصلات غير الطبيعية تدفق الدم إلى مناطق غير التي يتدفق إليها في الحالات الطبيعية. ومن بين أمثلة عيوب القلب الخلقية التي تنطوي على وصلات غير طبيعية الثقوب في الجدران الفاصلة بين غرف القلب.
وقد تسبب الوصلات غير الطبيعية اختلاط الدم الفقير بالأكسجين بالدم الغني بالأكسجين. وينجم عن هذا نقص كمية الأكسجين التي يضخها القلب إلى جميع أجزاء جسم الطفل. ونتيجة لذلك، يتحول لون الجلد أو الأظافر لديه إلى اللون الأزرق أو الرمادي الشاحب (يصبح داكنًا). ويدفع ذلك القلب والرئتين إلى العمل بجهد أكبر في محاولة لاستيعاب تدفق الدم غير الطبيعي.
تشمل أنواع الوصلات غير الطبيعية داخل القلب أو الأوعية الدموية ما يلي:
- عيب الحاجز الأذيني هو ثقب بين الغرفتين العلويتين للقلب (الأذينان).
- عيب الحاجز البطيني هو ثقب بين الجدار الفاصل بين الغرفتين السفليتين للقلب اليمنى واليسرى (البطينان).
- القناة الشريانية السالكة هي وصلة بين الشريان الرئوي والشريان الرئيسي للجسم (الشريان الأورطي). وتكون مفتوحة طوال فترة نمو الطفل داخل رحم الأم، وتنغلق طبيعيًا بعد ساعات قليلة من الولادة. ولكنها تظل مفتوحة في بعض الأطفال مسببةً تدفقًا غير طبيعي للدم بين الشريانين.
- الاتصال الوريدي الرئوي الشاذ الكلي أو الجزئي يحدث عندما تتصل كل الأوعية الدموية الخارجة من الرئتين (الأوردة الرئوية) أو بعض منها بمنطقة أو مناطق خاطئة في القلب.
أمراض صمامات القلب الخلقية
تعمل صمامات القلب كبوابات بين غرف القلب والأوعية الدموية. وينفتح الصمام وينغلق للحفاظ على سير الدم في الاتجاه الصحيح. ولكن في حال عدم قدرة صمامات القلب على الانفتاح والانغلاق بصورة سليمة، لا يستطيع الدم التدفق بسلاسة.
تتضمن مشكلات صمامات القلب ضيق الصمامات وعدم انفتاحها بالكامل (التضيق) أو عدم انغلاقها كليًّا (القلس).
ومن بين أمثلة مشكلات صمامات القلب الخلقية ما يلي:
- تضيق الشريان الأورطي. من المحتمل أن يولد الطفل بصمام أورطي يحتوي على سديلة (شُرفة) واحدة أو اثنتين بدلاً من ثلاثة في الحالات الطبيعية. وبسبب ذلك تنشأ فتحة صغيرة ضيقة يمكن للدم المرور من خلالها. ويكون على القلب العمل بجهد أكبر لضخ الدم عبر هذا الصمام. ويتسبب ذلك في تضخم القلب وزيادة سُمك عضلة القلب في نهاية الأمر.
- التضيق الرئوي. يتسبب حدوث عيب في الصمام الرئوي أو بالقرب منه في تضييق فتحة الصمام الرئوي وإبطاء تدفق الدم من خلاله.
- شذوذ إيبشتاين. وفيه يحدث تشوه للصمام ثلاثي الشُرَف - الذي يفصل بين غرفة القلب العلوية اليمنى (الأذين) والغرفة السفلية اليمنى (البطين) - وغالبًا ما يسرب الدم.
الإصابة بعدة عيوب خلقية في القلب
يولد بعض الأطفال ولديهم عيوب خلقية عديدة في القلب تؤثر على بنيته ووظيفته. وربما ينجم عن مشكلات القلب بالغة التعقيد هذه تغيرات جسيمة في تدفق الدم، وربما لا يكتمل نمو غرف القلب بسببها.
ومنها على سبيل المثال، رباعية فالو التي تجمع بين أربعة عيوب خلقية وهي:
- ثقب في الجدار الفاصل بين بطيني القلب
- تضيق المجرى الواصل بين البطين الأيمن والشريان الرئوي
- إزاحة منطقة اتصال الشريان الأورطي بالقلب
- زيادة سُمك عضلة البطين الأيمن
ومن بين الأمثلة الأخرى لعيوب القلب الخلقية المعقدة ما يلي:
- رتق الرئة. لا يوجد صمام رئوي في هذه الحالة، ما يسبب تدفق الدم بشكل غير طبيعي إلى الرئتين.
- انسداد الصمام ثلاثي الشرفات الخلقي. هو عيب خلقي يتسبب في عدم تكوين الصمام ثلاثي الشُرَف. ولكن بدلاً منه، يتكون نسيج صلب بين غرفة القلب العلوية اليمنى (الأذين) والغرفة السفلية اليمنى (البطين). ويعيق هذا العيب الخلقي في القلب تدفق الدم ويتسبب في عدم اكتمال نمو البطين الأيمن.
- تبدُّل وضع الشرايين الكبيرة. تُعد هذه الحالة أحد عيوب القلب الخلقية الخطيرة نادرة الحدوث، وفيها يحدث يتبدل موضع الشريانين الرئيسيين الخارجين من القلب. ويوجد نوعان لهذا العيب. أولهما تبدل الشرايين الكبرى الكامل، والذي يُكتشف عادةً أثناء فترة الحمل أو لاحقًا بعد الولادة. والثاني، الأقل شيوعًا، هو تبدل الشرايين الكبرى اليساري، والذي ربما تتأخر أعراضه في الظهور.
- متلازمة نقص تنسُّج جانب القلب الأيسر. هي حالة مرضية يحدث فيها فشل في نمو جزء كبير من القلب بشكل سليم. فمثلاً في متلازمة نقص تنسُّج جانب القلب الأيسر، لا ينمو الجانب الأيسر من القلب بما يكفي لضخ كمية كافية من الدم بقوة إلى سائر أجزاء الجسم.
عوامل الخطر
تنجم معظم عيوب القلب الخلقية بسبب المشكلات المبكرة التي تحدث أثناء فترة نمو قلب الجنين قبل الولادة. وما زال السبب الفعلي لأغلب عيوب القلب الخلقية غير معروف. ومع ذلك، من الممكن أن تسهم بعض عوامل الخطورة البيئية والجينية في حدوثها. ومن بين هذه العوامل ما يلي:
- الحصبة الألمانية. يمكن أن تتسبب الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء فترة الحمل في حدوث مشكلات في نمو القلب لدى الجنين. لذا، من الممكن أن يجري الطبيب اختبارًا لفحص مناعة الجسم ضد هذا المرض الفيروسي قبل محاولة الإنجاب، وتطعيمكِ ضده إذا لم تكن لديكِ مناعة بالفعل.
- داء السكري. يمكن تقليل احتمالية إصابة الجنين بعيوب خلقية في القلب لدى من أصبن بداء السكري قبل الحمل عن طريق التحكم الدقيق في مستوى سكر الدم قبل فترة الحمل وأثناءها. وعمومًا لا تتسبب الإصابة بالسكري أثناء الحمل (السكري الحملي) في زيادة خطر حدوث عيب خلقي قلبي لدى الجنين.
-
الأدوية. ربما تنجم بعض العيوب الخلقية عن تناول أدوية معينة خلال فترة الحمل، بما في ذلك عيوب القلب الخلقية. وبالتالي يتعين عليكِ إعطاء الطبيب قائمة كاملة بالأدوية التي تتناولينها قبل محاولة الإنجاب.
وتشمل الأدوية المعروفة بأنها تزيد مخاطر حدوث عيوب القلب الخلقية الثاليدومايد (Thalomid) ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وأدوية الستاتين، وأدوية أيزوتريتينوين لعلاج حب الشباب (Absorica وAmnesteem وغيرهما)، وبعض أدوية الصرع، وأنواع معينة من أدوية علاج القلق.
- تناول المشروبات الكحولية خلال فترة الحمل. يسبب تناول المشروبات الكحولية أثناء فترة الحمل زيادة مخاطر إصابة الجنين بعيوب خلقية في القلب.
- التدخين. إذا كنتِ تدخنين، فأقلعي عن التدخين. إذ يزيد التدخين أثناء فترة الحمل من مخاطر حدوث عيوب خلقية في قلب الجنين.
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة والخصائص الوراثية. تنتقل عيوب القلب الخلقية أحيانًا في بعض العائلات، وقد تكون مرتبطة بالإصابة بإحدى المتلازمات الوراثية. فمثلاً أغلب الأطفال الذين لديهم نسخة زائدة من كروموسوم 21 (متلازمة داون)، مصابون بعيوب خلقية في القلب. كما يتسبب فقدان (حذف) جزء من المادة الوراثية للكروموسوم 22 في حدوث عيوب القلب الخلقية.
المضاعفات
من المضاعفات المحتملة لعيوب القلب الخلقية ما يلي:
- فشل القلب الاحتقاني. قد يحدث هذا النوع من المضاعفات بين الأطفال الرُضع المولودين بعيب خلقي شديد في القلب. وتشمل مؤشرات فشل القلب الاحتقاني سرعة التنفس المصحوب عادةً باللهاث وضعف اكتساب الجسم للوزن.
- الالتهابات القلبية. قد تزيد عيوب القلب الخلقية مخاطر العدوى في أنسجة القلب أو صمامته (التهاب شغاف القلب)، والتي قد تؤدي إلى مشاكل جديدة في صمامات القلب.
- مشاكل عدم انتظام ضربات القلب. قد تحدث مشاكل عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي) بسبب عيب خلقي للقلب أو الندوب الناجمة عن جراحة تصحيح عيب القلب الخلقي.
- بطء النمو والتطور (التأخر النمائي). عادةً ما يتباطأ نمو وتطور الأطفال المصابين بعيوب خلقية أكثر حدة في القلب بشكل أكبر من أقرانهم الأصحاء. فقد تجدهم أصغر جسمًا عنهم، وفي حال تضرر الجهاز العصبي، قد يتأخرون عنهم في التعلم والكلام.
- السكتة الدماغية. تزداد لدى بعض الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب في بعض الأحيان مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية نتيجة انتقال جلطات دموية عبر ثقب القلب إلى الدماغ.
- اضطرابات الصحة العقلية. قد يشعر بعض الأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب بعدم الأمان أو القلق أو التوتر بسبب حجمهم الجسماني أو نشاطهم المحدود أو الصعوبات التي يواجهونها عند التعلم. فعليك باستشارة طبيب الأطفال بشأن أي مخاوف حول صحة طفلك العقلية.
الوقاية
قد لا يكون بالإمكان الوقاية من الإصابة بعيوب القلب الخلقية؛ نظرًا لعدم معرفة السبب الفعلي للإصابة بها في أغلب الحالات. وفي حال زيادة خطر ولادة طفل مصاب بعيوب خلقية في القلب، ربما تخضع الأم لاختبارات وفحوصات جينية أثناء فترة الحمل.
في الواقع، يمكن القيام ببعض الأمور التي قد تحد إجمالاً من مخاطر إصابة الأطفال بالعيوب الخلقية، مثل ما يلي:
- الحصول على الرعاية المناسبة قبل الولادة. يسهم الالتزام بمواعيد متابعة منتظمة مع الطبيب في الحفاظ على صحة كل من الأم والجنين.
- تناول الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على حمض الفوليك. ثبُت أن تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا يقلل من العيوب الخلقية التي تحدث في الدماغ والحبل النخاعي، وربما يساعد أيضًا في الحد من مخاطر حدوث عيوب بالقلب.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية والتدخين. تؤثر هذه السلوكيات سلبًا على صحة الجنين. ويجب الحرص على تجنُّب التدخين السلبي أيضًا.
- الحصول على لقاح الحصبة الألمانية. تؤثر الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء الحمل على نمو قلب الطفل. لذا، ينبغي الحرص على تلقي اللقاح قبل محاولة الحمل.
- ضبط نسبة السكر في الدم. في حال الإصابة بداء السكري، فإن الحفاظ على نسبة السكر في الدم تحت السيطرة يحدُّ من مخاطر الإصابة بالعيوب القلبية.
- معالجة الأمراض المزمنة. في حال الإصابة بحالات مرضية أخرى، مثل بيلة الفينيل كيتون، ينبغي التحدث إلى الطبيب بشأن أفضل وسائل العلاج والسيطرة عليها.
- تجنُّب المواد الخطرة. أثناء فترة الحمل، ينبغي ترك مهام الطلاء والتنظيف بالمنتجات ذات الرائحة النفاذة إلى شخص آخر.
- استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية. قد تتسبب بعض الأدوية في حدوث عيوب خلقية. لذا، ينبغي إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولينها، بما في ذلك الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.
التشخيص
تُشخَّص بعض عيوب القلب الخِلقية قبل الولادة؛ أي عندما يكون الجنين في الرحم. يمكن ملاحظة مؤشرات بعض العيوب محددة في القلب في تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية، وهو اختبار روتيني خلال الحمل للتحقق من نمو الطفل وتطوره في فترة الحمل.
بعد الولادة، قد يُشخَّص أحد عيوب القلب الخلقية إذا بدا طفلك أزرق اللون أو كان نموه غير طبيعي أو عند سماع الطبيب صوتًا غير طبيعي (النفخة) عند سماعه قلب طفلك باستخدام السماعة الطبية.
وتكون أغلب أصوات النفخة القلبية غير مؤذية، أي ليست دليلاً على وجود عيب في القلب ولا تشكل خطرًا على صحة طفلك. غير أن بعض النفخات القلبية قد تكون ناجمة عن تدفق غير طبيعي للدم من القلب وإليه.
تُشخَّص بعض عيوب القلب الخِلقية قبل الولادة؛ أي عندما يكون الجنين في الرحم. يمكن ملاحظة مؤشرات بعض العيوب محددة في القلب في تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية، وهو اختبار روتيني خلال الحمل للتحقق من نمو الطفل وتطوره في فترة الحمل.
بعد الولادة، قد يُشخَّص أحد عيوب القلب الخلقية إذا بدا طفلك أزرق اللون أو كان نموه غير طبيعي أو عند سماع الطبيب صوتًا غير طبيعي (النفخة) عند سماعه قلب طفلك باستخدام السماعة الطبية.
وتكون أغلب أصوات النفخة القلبية غير مؤذية، أي ليست دليلاً على وجود عيب في القلب ولا تشكل خطرًا على صحة طفلك. غير أن بعض النفخات القلبية قد تكون ناجمة عن تدفق غير طبيعي للدم من القلب وإليه.
الاختبارات
تشمل فحوصات تشخيص عيوب القلب الخِلقية ما يلي:
- قياس التأكسُج النبضي. يقيس هذا الاختبار غير المتوغل عديم الألم كمية الأكسجين الموجودة في دم طفلك. يُوضع مستشعر على طرف إصبع الطفل ويسجل كمية الأكسجين في دمه. فإذا أظهر الاختبار أن كمية الأكسجين قليلة أكثر من اللازم، فقد يشير ذلك إلى أن طفلك يعاني من مشكلة في قلبه أو رئتيه.
- مخطط كهربية القلب. يسجل هذا الإجراء غير المتوغل النشاط الكهربي لقلب طفلك. ومن الممكن أن يساعد على تشخيص العيوب الخلقية في القلب أو اضطرابات نظم القلب. تُوضع لصيقات جلدية مزودة بمستشعرات (أقطاب كهربائية) على صدر طفلك. وتوصِّل الأسلاك الأقطاب الكهربائية بجهاز كمبيوتر يعرض نتائج الاختبار.
- مخطط صدى القلب. يستخدم مخطط صدى القلب الموجات الصوتية لالتقاط صور لقلب طفلك أثناء الحركة. ويسمح مخطط صدى القلب للطبيب برؤية صمامات القلب وعضلة القلب. ويُذكر أن مخطط صدى القلب إذا أُجري للجنين قبل الولادة فإنه يُعرف حينئذٍ باسم مخطط صدى القلب الجنيني.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية. قد يخضع طفلك إلى فحص بالأشعة السينية على الصدر لمعرفة ما إذا كان مصابًا بتضخم القلب أو أن الرئتين تحتويان على دم زائد أو سائل آخر. وقد تكون هذه علامات على فشل القلب.
- القسطرة القلبية. في هذا الاختبار، يُدخِل الطبيب أنبوب اختبار رفيعًا ومرنًا (قسطرة) في وعاء دموي، عادةً في منطقة الأربية، ويوجِّهه إلى القلب. من الممكن أن تعطي عملية القسطرة طبيب طفلك معلومات أكثر تفصيلاً عن وظيفة القلب وتدفق الدم. ويمكن إجراء علاجات قلبية محددة أثناء القسطرة القلبية.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي. تصوير القلب بالرنين المغناطيسي هو طريقة تزداد شيوعًا لتشخيص العيوب الخلقية في القلب وتقييمها لدى المراهقين والبالغين. ويتلقط تصوير القلب بالرنين المغناطيسي صورًا ثلاثية الأبعاد للقلب، ما يسمح بقياس غرف القلب قياسًا دقيقًا.
العلاج
تعتمد الإصابة بعيوب القلب الخلقية عند الأطفال على نوع مشكلة القلب المحدد ومدى حدتها. وفي بعض الأحيان قد لا يكون لعيب القلب آثار طويلة الأجل على صحة الطفل وقد تختفي بلا مشاكل دون علاج. وقد تنتهي عيوب معينة -مثل الثقوب- مع تقدم الطفل في العمر.
تحتاج عيوب القلب الخطيرة إلى علاجها فور تشخيصها. ويمكن أن يشمل العلاج الأدوية أو الإجراءات الجراحية للقلب أو زراعة القلب.
الأدوية
يمكن أن يصف الطبيب أدوية لعلاج أعراض عيب القلب الخِلقي أو مضاعفاته، ويجوز استخدامها إما وحدها وإما مع جراحة القلب. وتشمل أدوية علاج العيوب الخلقية القلبية ما يلي:
- أدوية ضغط الدم. ومن أمثلتها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 وحاصرات مستقبلات بيتا.
- مدرّات البول. يقلِّل هذا النوع من الأدوية كمية السوائل في الجسم، ما يحد من المجهود الذي يبذله القلب.
- أدوية نظم القلب. تساعد هذه الأدوية التي تُعرف باسم مضادات اضطراب النظم القلبي على التحكم في النبض القلبي غير الطبيعي (اضطراب النظم القلبي).
العمليات الجراحية أو غيرها من الإجراءات
إذا كان لدى طفلك عيب خلقي خطير في القلب، فقد يوصي الطبيب بإجراء جراحي أو عملية جراحية في القلب. وتتضمن إجراءات وجراحات القلب التي تُجرى لعلاج عيوب القلب الخلقية ما يلي:
- التدخُّل القلبي الجنيني. في حالات نادرة، إذا شُخصت حالة الجنين بعيب خطير في القلب قبل الولادة، فيمكن التدخل جراحيًا أثناء فترة الحمل لعلاج هذه المشكلة أو لتقليل مضاعفات ذلك العيب أثناء نمو الطفل. ونادرًا ما يلجأ الطبيب إلى التدخُّل القلبي الجنيني، ولا يمكن إجراؤه إلا في حالات خاصة جدًا.
-
القسطرة القلبية. تُعالَج عيوب القلب الخلقية لدى بعض الأطفال والبالغين باستخدام أنابيب رفيعة مرنة (أنابيب القسطرة). ويمكن استخدام القسطرة القلبية لإصلاح ثقوب القلب أو المناطق الضيقة دون الحاجة إلى إجراء جراحة القلب المفتوح.
أثناء القسطرة القلبية، يُدخِل الطبيب أنبوب قسطرة أو أكثر في أحد الأوعية الدموية، عادةً في المنطقة الأُربية، ويوجهه إلى القلب. وتُمرَّر أدوات دقيقة عبر القسطرة إلى القلب لمعالجة العيب. وقد يلجأ الأطباء إلى بعض الإجراءات باستخدام القسطرة على عدة خطوات وعلى مدار سنوات.
- جراحة القلب. قد يحتاج طفلك إلى إجراء جراحة القلب المفتوح أو جراحة القلب طفيفة التوغل لإصلاح عيب القلب الخلقي.
- زراعة القلب. إذا لم يكن علاج عيب خطير في القلب ممكنًا، فقد يلزم إجراء عملية زرع قلب.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
إذا كان طفلك يعاني من عيب خلقي في القلب، فقد يوصي الطبيب بإدخال تغييرات على نمط حياته للحفاظ على صحة قلبه والوقاية من أي مضاعفات.
القيود على ممارسة الأنشطة والرياضة
قد يضطر بعض الأطفال المصابين بعيب القلب الخلقي إلى تقليل نشاطهم الرياضي. ومع ذلك، يمكن أن يمارس الكثير من المصابين الآخرين بعيب القلب الخلقي الأنشطة الطبيعية أو شبه الطبيعية. يمكن للطبيب المعالج لطفلك أن يخبرك بالرياضات ونوع التمارين الآمنة على صحة طفلك.
المضادات الحيوية الوقائية
أحيانًا، قد يسبب عيب خلقي في القلب زيادة خطر العدوى في بطانة القلب أو صمامته (التهاب شغاف القلب المعدي). وبسبب هذا الخطر، قد يحتاج طفلك إلى تناول مضادات حيوية لمنع العدوى قبل الخضوع لجراحات الأسنان، خاصةً إذا كان قد زُرع له صمام قلب ميكانيكي. اسأل طبيب القلب المتابع لطفلك عمّا إذا كان طفلك بحاجة إلى مضادات حيوية وقائية.
التأقلم والدعم
قد تجد في التحدث إلى أولياء الأمور الآخرين الذين تعرضوا لنفس الموقف الراحة والتشجيع. اسأل طبيبك عن أي مجموعات دعم في منطقتك.
تسبب الحياة بعيوب خلقية في القلب لبعض الأطفال شعورًا بالتوتر أو القلق. ولهذا فقد يساعدك الحديث مع الطبيب المعالج أو الاستشاري ويساعد طفلك على تعلم طرق جديدة للسيطرة على التوتر والقلق. وقد يوصيك الطبيب بزيارة معالجين يمكنهم مساعدتك أنت أو طفلك.
الاستعداد لموعدك
إذا كان طفلك مصابًا بعيب في القلب يهدد حياته، فمن الراجح أن تشخَّص حالته بعد الولادة بفترة وجيزة أو ربما قبل الولادة باستخدام تصوير الحمل بالموجات فوق الصوتية.
إذا كنت تعتقد أن طفلك مصاب بعيب في القلب لم يُكتشف عند الولادة، فتحدث مع طبيبه. استعد لوصف أعراض طفلك وتقديم التاريخ الطبي العائلي، إذ يغلب على عيوب القلب أن تنتقل وراثيًا في العائلات.
دوِّن الملاحظات التالية وأحضرها معك في موعدك الطبي:
- أي مؤشرات مرض وأعراض لدى طفلك، بما في ذلك ما قد يبدو غير ذي صلة بمشكلات القلب.
- توقيت بداية الأعراض.
- كل الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تناولتها أم الطفل أثناء الحمل. اذكر أيضًا كل الأعشاب والمكملات الغذائية وأي أدوية دون وصفة طبية.
- أي حالات طبية موجودة أو كانت موجودة لدى أم الطفل.
- ما إذا كانت الأم تشرب الكحوليات أثناء الحمل.
ما يمكنك فعله
وقتك مع الطبيب محدود؛ لذلك سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من وقتكما معًا. يمكنك طرح الأسئلة على الطبيب، مثل ما يلي:
- ما الاختبارات التي يحتاج إليها طفلي؟ هل تتطلب هذه الفحوصات أي استعدادات خاصة؟
- هل يحتاج طفلي إلى علاج؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمتى؟
- ما العلاج الأفضل؟
- هل تعتقد أن طفلي سيعاني من أي مضاعفات طويلة الأمد؟
- كيف يمكننا مراقبة المضاعفات المحتملة؟
- إذا أنجبتُ أطفالاً آخرين، فما مدى احتمال إصابتهم بعيب خلقي في القلب؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي للمنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصيني بزيارتها؟
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح الطبيب عليك العديد من الأسئلة. ولا شك أن الاستعداد بالإجابة عنها سيوفر وقتًا مناسبًا لمناقشة أي شيء آخر ترغب في التطرق له. قد يطرح عليك الطبيب الأسئلة التالية:
- متى لاحظت أعراض طفلك لأول مرة؟
- هل يمكنك وصف أعراض طفلك؟
- متى ظهرت هذه الأعراض؟
- هل تظهر الأعراض وتختفي؟ أم أنها مستمرة لدى الطفل؟
- هل يبدو أن الأعراض تتفاقم؟
- هل لديك تاريخ عائلي من عيوب القلب الخِلقية؟
- هل هناك أي شيء يخفف أعراض طفلك؟
- هل كان طفلك ينمو ويبلغ معالم النمو المعترف بها على النحو المتوقع؟ (اسأل طبيب الأطفال إذا لم تكن متأكدًا).
الأقسام التي تعالج هذه الحالة
أمراض القلب لدى الأطفال
برنامج زراعة القلب
جراحة القلب والأوعية الدموية
جراحة قلب الأطفال
طب الأطفال والمراهقين
طب القلب والأوعية الدموية
مركز الأطفال
مركز الزراعة
- Pediatric Cardiologist
- Interventional Cardiologist
- Cardiologist
- Pediatric Critical Care Specialist
- Pediatrician