الشوكران الأبقع نوع نباتي يتبع جنس الشوكران من الفصيلة الخيمية. النبات سام وله رائحة غير مستحبة تذكّر برائحة الفئران.

الشوكران الأبقع ، الشوكران ، الشوكران السام أو الشوكران البري ، هو نبات عشبي شديد السمية كل سنتين في العائلة الخيمية ، موطنه أوروبا وشمال إفريقيا. يعتبر نبات الشوكران نباتًا قويًا قادرًا على العيش في مجموعة متنوعة من البيئات ، ويتم توطينة على نطاق واسع في مواقع خارج نطاقه الأصلي ، مثل أجزاء من أستراليا ، وغرب آسيا ، وأمريكا الشمالية والجنوبية ، التي تم إدخاله إليها. إنه قادر على الانتشار وبالتالي يصبح حشائشًا غازية.

جميع أجزاء النبات سامة وخاصة البذور والجذور وخاصة عند تناولها. في ظل الظروف المناسبة ، ينمو النبات بسرعة كبيرة خلال موسم النمو ويمكن أن يصل ارتفاعه إلى 8 أقدام (2.4 متر) ، مع جذر طويل الاختراق. للنبات رائحة مميزة عادة ما تعتبر كريهة تحمل مع الريح. عادة ما يتم رصد السيقان المجوفة بلون كستنائي غامق قبل أن يموت النبات ويصبح جافًا وبنيًا بعد إكمال دورة حياته كل سنتين.

التصنيف

يشير اسم الجنس "Conium" إلى الكلمة اليونانية koneios التي تعني "تدور" أو "دوامة" ، في إشارة إلى التأثيرات المذهلة لسم النبات بعد ابتلاعه. في العامية ، يشير مصطلح "الشوكران" بشكل شائع إلى النوع C. maculatum. يأتي Conium من اليونانية القديمة κώνειον - kneion: "الشوكران". قد يكون هذا مرتبطًا بـ كوناس (بمعنى الدوران) ، في إشارة إلى الدوار ، وهو أحد أعراض تناول النبات.

كان C. maculatum ، المعروف أيضًا باسم الشوكران السام ، أول الأنواع التي يتم وصفها داخل الجنس. تم التعرف عليه من قبل كارل لينيوس في منشوره 1753 ، Species Plantarum. Maculatum تعني "مرقطة" ، تشير إلى البقع الأرجوانية المميزة لسيقان هذا النوع.

الأسماء والنباتات المماثلة

الأسماء العامية في اللغة الإنجليزية هي الشوكران السام ، البقدونس السام ، الكوروبان المرقط (الأشكال النادرة) ، سرخس الجزر (Australian Eng.) ، خبز الشيطان أو عصيدة الشيطان (Irish Eng.)
hemlock, poison hemlock, spotted parsley, spotted cowbane, bad-man's oatmeal, poison snakeweed, and beaver poison.

لا ينبغي الخلط بين النبات بصريًا مع نبات Tsuga الأصلي في أمريكا الشمالية ، وهي شجرة صنوبرية تسمى أحيانًا الشوكران أو الشوكران التنوب أو شجرة التنوب الشوكران ، من تشابه طفيف في رائحة الأوراق. الاختصار الغامض لـ "الشوكران" لهذه الشجرة أكثر شيوعًا في اللهجة الأمريكية من النبات الذي سميت باسمه بالفعل.

وبالمثل ، لا ينبغي الخلط بين النبات و Cicuta (المعروف باسم الشوكران المائي).

يمكن أيضًا الخلط بين الشوكران السام البري ودانتيل الملكة آن ، وهو عبارة عن نباتات جزر برية أو وحشية ، وأحيانًا يتم جمعها وتناولها كزهرة برية صالحة للأكل. يفتقر النبات الصالح للأكل إلى التبقع الأرجواني لشجر الشوكران على سيقانه ، والذي يكون أيضًا في حالة دانتيل الملكة آن أكثر كثافة.

مرادفات للاسم العلمي

 (باللاتينية: Conium maculatum subsp. viride (DC.) Espeut)
 (باللاتينية: Conium maculatum var. viride DC.)
 (باللاتينية: Conium divaricatum Boiss. & Orph.)

الوصف 

الشوكران الأبقع هو نبات عشبي ثنائي الحول مزهر ينمو النبات إلى ارتفاع يصل 1.5-2.5 متر (5-8 قدم) ، مع ساق أملس قائم ومتفرع ، أخضر ، مجوف ، عادة مرقطة أو مخططة باللون الأحمر أو الأرجواني على النصف السفلي من الساق. جميع أجزاء النبات خالية من الشعر (مجردة) ؛

الأوراق كبيرة، طولها 10 ـ 40 سم، متناوبة ولها غمد في قاعدة المعلاق، مفصصة مضاعفة ومقسمة إلى أجزاء مستقلة وحوافها خشنة الأسنان، والأوراق السفلية ذات معلاق، والعلوية لاطئة. الأوراق من اثنين إلى أربعة ريش ، مقسمة بدقة وشبكية ، بشكل عام مثلثة الشكل ، يصل طولها إلى 50 سم (20 بوصة) وعرضها 40 سم (16 بوصة).

النورة خيمة يتراوح قطرها بين 3 و7 سم، والأزهار بيضاء صغيرة، لا يزيد قطرها عن 2 مم، والثمرة صغيرة وتحتوي على بذرتين بنيتي اللون، يزهر من نيسان وحتى حزيران. زهرة الشوكران الأبقع صغيرة وبيضاء ؛ إنها متجمعة بشكل فضفاض ولكل زهرة خمس بتلات.

يشبه الشوكران السام نبات الجزر البري (Daucus carota). يمكن للمرء أن يميز الاثنين عن بعضهما البعض من خلال ملمس الشوكران الناعم ، والأخضر المتوسط ​​، والحيوي تمامًا ، واللون والارتفاع النموذجي للكتل الكبيرة حيث يصل ارتفاعه إلى اثني عشر قدمًا (3.6 متر). أي ضعف الحد الأقصى للجزر البري. 

الشوكران أخضر مع بقع أرجوانية ويفتقر تمامًا إلى الشعر. نبات الشوكران نبات كل سنتين ، وينتج الأوراق في قاعدته في السنة الأولى ولكن لا ينتج أزهارًا. في عامها الثاني تنتج الزهور البيضاء في مجموعات على شكل مظلة.

نبات الجزر البري له ساق مشعر بدون علامات أرجوانية ، وينمو أقل من ثلاثة أقدام ، ولا يحتوي على أزهار متجمعة.

وينتشر بشكل واسع في المناطق الرطبة وعلى أطراف الحقول والطرقات وبجانب الأسوار في مناطق مختلفة من سورية وبلاد الشام وبخاصة في غوطة دمشق.

الموطن والانتشار

الشوكران موطنه أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. ينتشر في بلاد الشام والمغرب العربي وتركيا والقوقاز وكل مناطق أوروبا من اليونان والبلقان إلى إسبانيا والبرتغال وشمالاً من إيرلندا وبريطانيا إلى فنلندا وروسيا.
يوجد في بعض الغابات (وأماكن أخرى) في معظم مقاطعات الجزر البريطانية ؛ في أولستر ، توجد هذه المناطق بشكل خاص في "داون" و "أنتريم" و "لندنديري".

لقد أصبح مستوطنا في آسيا وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا. يصادف أحيانًا حول الأنهار في جنوب شرق أستراليا وتسمانيا.
في الولايات المتحدة ، هو نوع تم إدخاله موجودًا في كل ولاية تقريبًا.

التاريخ

استعمل الإغريق نبات الشوكران لإعدام المجرمين والسياسيين المعارضين، ويعتقد أن سقراط أعدم بإعطائه عصير الشوكران، ويعد الشوكران من النباتات شديدة الخطورة، ذلك أن أوراقه يمكن أن تختلط بأوراق البقدونس (للتشابه بينهما) كما تختلط ثماره بثمار اليانسون. تُمتص المكونات السامة أساساً خلال الغشاء المخاطي للفم عند مضغ النبات وتظهر علامات التسمم بعد نحو ساعتين من التغذي بالشوكران، على شكل عٌصاب، يلي ذلك رجف الأطراف، والترنح في المشي، ثم هبوط عام، وبطء في عمل القلب والجهاز التنفسي، ثم الموت الناتج من شلل الجهاز التنفسي، والذي يحدث خلال 5 ـ 10 ساعات من بدء ظهور الأعراض، ويؤدي التسمم غير المميت إلى الإجهاض. تشير الدراسات أن رائحة النبات، التي تنتج من الكونيئين، سامة عند تنفسها، كما يمكن أن تمتص المكونات السامة عبر الجلد عند فرك النبات.

علم البيئة

غالبًا ما يوجد النبات في تربة سيئة الصرف ، خاصة بالقرب من الجداول والخنادق والأسطح المائية الأخرى. يظهر أيضًا على جوانب الطرق ، وأطراف الحقول المزروعة ، ومناطق النفايات ، ينمو الشوكران في تربة رطبة جدًا ، ولكن أيضًا على الأراضي العشبية الخشنة الأكثر جفافاً ، وعلى جوانب الطرق والأرض المضطربة. يتم استخدامه كنبات غذائي من قبل يرقات بعض قشريات الأجنحة ، بما في ذلك عثة السجاد ذات الأرضية الفضية وخاصة عثة الشوكران السامة (Agonopterix alstroemeriana). تم استخدام هذا الأخير على نطاق واسع كعامل تحكم بيولوجي للنبات. ينمو الشوكران السام في الربيع ، عندما لا يكون الكثير من الشجيرات في الزهرة وقد لا يكون في الأوراق. جميع أجزاء النبات سامة.

الكيمياء الحيوية

تحتوي أجزاء النبات على قلويدات الببريدين السامة أهمها: الكونيئين Coniine، والكونيسين Coniceine، وميثيل كونيئين N- Metyl coniine، والكونهيدرين Conhydrine، والبسيدوكوندهيدرين Pseudoconhydrine. هذا وتعود رائحة النبات التي تذكر برائحة الفئران إلى الكونيئين. يشكل الكونئين نحو 98% من القلويدات كافة إذا كان النبات رطباً، أما في النباتات الجافة فلا تزيد نسبته فيها عن 35%، وتصل نسبة الكونيسين إلى نحو 20%.

تشتق قلويات الببريدين الموجودة في نبات الشوكران من الاسيتات، حيث يتم حلقنة سلسة كربونية ثمانية الفحوم مشتقة من أربع جزيئات من الأسيتات، ويتم إدراج النتروجين في مراحل التصنيع الحيوي لتشكيل نواة الببريدين. حيث تحدث عملية نقل أمين من الحمض الاميني ألانين إلى الحلقة بتفاعل محفز بواسطة الانزيم ترانس أميناز للحصول على الأأوكتيلامين 5-oxo- octylamin ،ثم تتم عملية حلقنة لا أنزيمية للحصول على الغاما كوينين c-Conicein وهو طليعة جميع القلويدات الببريدينية.

السمية

تحتوي جميع أجزاء الشوكران السام على الكونيين (coniine) وبعض القلويات السامة المماثلة ، وهو سام لجميع الثدييات (والعديد من الكائنات الحية الأخرى) التي تأكله. التي تسبب آلام في المعدة والقيء والشلل التدريجي للجهاز العصبي المركزي. يمكن أن تكون قاتلة. 
تم الإبلاغ عن التسمم في الأبقار والخنازير والأغنام والماعز والحمير والأرانب والخيول. إن تناول أكثر من 150-300 مجم من الكونيين ، أي ما يعادل ستة إلى ثمانية أوراق شجر الشوكران ، يمكن أن يكون قاتلاً للبشر البالغين.

* يحتاج المزارعون أيضًا إلى توخي الحذر من أن التبن الذي يتغذى على الحيوانات لا يحتوي على الشوكران.

* يكون الشوكران السام أكثر سمية في فصل الربيع عندما يكون تركيز البيتا-كونيسين (السلائف للسموم الأخرى) في ذروته.

لا ينبغي الخلط بينه وبين الأشجار المعروفة باسم الشوكران (Tsuga spp.) ، والتي ، على الرغم من أنها ليست صالحة للأكل ، فهي ليست سامة مثل النباتات العشبية. 

يقال إن شراب الشوكران السام قتل سقراط عام 399 قبل الميلاد.

الآلية السمية

من المعروف أن الشوكران السام شديدة السمية. تحتوي أنسجته على قلويدات مختلفة. في براعم الزهور ، يوجد القلويد الرئيسي γ-coniceine. يتحول هذا الجزيء إلى كونيين لاحقًا أثناء نمو الفاكهة. القلويدات متطايرة. لذلك يفترض الباحثون أن هذه القلويات تلعب دورًا مهمًا في جذب الملقحات مثل الفراشات والنحل.

يحتوي الشوكران السام على قلويدات piperidine alkaloids coniine ، N-methylconiine ، conhydrine ، pseudoconhydrine و gamma-coniceine (أو g-coniceïne) ، وهي مقدمة لقلويدات الشوكران الأخرى.

يحتوي Coniine على بنية كيميائية وخصائص دوائية مشابهة لتلك الموجودة في النيكوتين. يعمل Coniine مباشرة على الجهاز العصبي المركزي من خلال العمل المثبط على مستقبلات أستيل كولين النيكوتين. في التركيزات العالية بما فيه الكفاية ، يمكن أن يكون الكونيين خطيرًا على البشر والماشية. مع قوتها العالية ، فإن تناول جرعات صغيرة على ما يبدو يمكن أن يؤدي بسهولة إلى انهيار الجهاز التنفسي والموت.

يؤثر المحتوى القلوي الموجود في الشوكران السام أيضًا على مركز التنظيم الحراري من خلال ظاهرة تسمى تضيق الأوعية المحيطية ، مما يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم في العجول. بالإضافة إلى ذلك ، وجد أن قلويد يحفز العقد الودية ويقلل من تأثير العقد السمبتاوي في الجرذان والأرانب ، مما يتسبب في زيادة معدل ضربات القلب.

الكونيين له أيضًا تأثيرات سامة كبيرة على الكلى. تم إثبات وجود انحلال الربيدات ونخر أنبوبي حاد في المرضى الذين ماتوا من التسمم بالشوكران. كما وجد أن جزءًا من هؤلاء المرضى يعانون من إصابة حادة في الكلى. 
الكونيين مادة سامة للكلى لأنها تؤدي إلى انقباض العضلة العاصرة للمثانة البولية وبالتالي تراكم البول في نهاية المطاف.

علم السموم

بعد وقت قصير من تناولها ، تسبب القلويدات اختلال وظيفي عصبي عضلي قاتل بسبب فشل عضلات الجهاز التنفسي. السمية الحادة ، إن لم تكن مميتة ، قد تتعافى تلقائيًا ، بشرط تجنب المزيد من التعرض. يمكن منع الموت عن طريق التهوية الاصطناعية حتى تزول الآثار بعد 48-72 ساعة. بالنسبة للبالغين ، قد يكون تناول أكثر من 100 مجم (0.1 جرام) من الكونيين (حوالي ستة إلى ثمانية أوراق طازجة ، أو جرعة أصغر من البذور أو الجذر) قاتلاً. يمكن ملاحظة التأثيرات الشبيهة بالمخدرات بمجرد 30 دقيقة من تناول مادة الأوراق الخضراء من النبات ، مع نوم الضحايا وفقدان الوعي تدريجيًا حتى الموت بعد بضع ساعات.

ظهور الأعراض مشابه لما يسببه الكاراري ، مع شلل عضلي تصاعدي يؤدي إلى شلل عضلات الجهاز التنفسي ، مما يؤدي إلى الوفاة بسبب الحرمان من الأكسجين.

لقد لوحظ أن الحيوانات المسمومة تعود لتتغذى على النبات بعد التسمم الأولي. تؤثر السمية المزمنة على الحيوانات الحامل فقط عند تسممها بمستويات منخفضة من الشوكران السام خلال فترة تكوين أعضاء الجنين ، حيث يولد النسل بتشوهات ، خاصة الانشقاق الحنكي والتقلصات الخلقية المتعددة (التهاب المفاصل). الضرر الذي يلحق بالجنين بسبب السمية المزمنة لا رجعة فيه. على الرغم من إمكانية تصحيح إعوجاج المفاصل جراحيًا في بعض الحالات ، إلا أن معظم الحيوانات المشوهة تموت. قد يتم التقليل من هذه الخسائر ، على الأقل في بعض المناطق ، بسبب صعوبة ربط التشوهات بتسمم الأمهات المبكر بكثير.

نظرًا لعدم توفر ترياق محدد ، فإن الوقاية هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع خسائر الإنتاج التي يسببها النبات. تم اقتراح السيطرة على مبيدات الأعشاب والرعي مع الحيوانات الأقل حساسية (مثل الأغنام). هناك أسطورة شائعة مفادها أن قلويدات الشوكران السام يمكن أن تدخل السلسلة الغذائية البشرية عن طريق الحليب والطيور ، وقد دحضت الدراسات العلمية هذه الادعاءات.