المغد الأسود أو عنب الذئب أو عنب الثعلب أو الفَنَا هو نبات عشبي حولي يتبع الفصيلة الباذنجانية. هو نوع عالمي الانتشار، قد يصل ارتفاعه إلى المتر، يحتوي على مواد قلوانية، ويُعدُّ من النباتات السامة للأطفال.

أوراقه مفلطحة. تظهر أزهاره ذات اللون الأبيض في أعداد من أربعة إلى عشرة. وثمار النبات عوزة خضراء في أول الأمر ثم تصبح سوداء أو زرقاء عصيرية حلوة المذاق حال نضجها وتحتوي على كثير من البذور الصغيرة الكلوية الشكل، وتجمع في فصل الخريف. ويغزو النبات الحقول والبساتين والحدائق وضفاف القنوات المائية والأماكن المهجورة، وينتشر في جميع أنحاء العالم.

يحتوي النبات الكامل على السولانين الأسبارجين واليوتين والتانين السولانجيوستين وحمض اللنيوليك وحمض النخيل. 

يستخدم النبات طبياً كمسكن وكمنوم وفي تنعيم الجلد. 

بدأ استخدام هذا النبات منذ معرفة أثره المخدر والمشل لنهايات الأعصاب. 
ولعصير الثمار تأثير مخفف لآلام الأسنان بترك قطرة من العصير تتبخر فوق السن المؤلم.

لوحظ تسبب ثمار النبات في تسمم الأطفال عند أكلها، وخاصة إذا كانت الثمار غير كاملة النضج ويكون لونها بين الأحمر والبنفسجى، كما أن الإكثار من أكل الأخيرة يسبب فقدان الذاكرة والوعى وكثيراً ما تؤدى إلى التسمم ثم الوفاة لأنها تحتوى على قلويدات ستيرويدية. 

كما يضر المجموع الخضرى بالماشية عند الرعى عليها. 

هذا ولا ينصح باستعمال النبات داخلياً بسبب تأثيراته السامة، إلا أنه يمكن استعماله خارجياً لتخفيف بعض الآلام كآلام المفاصل.

الموطن والانتشار

المغد الأسود ، أو الباذنجان الأسود أو البلاك بيري ، هو نوع من النباتات المزهرة في جنس المغد ، موطنه أوراسيا وتم إدخاله في الأمريكتين وأستراليا وجنوب إفريقيا. يستخدم التوت الناضج والأوراق المطبوخة من السلالات الصالحة للأكل كغذاء في بعض المناطق ، وتستخدم أجزاء النبات كدواء تقليدي. يوجد اتجاه في الأدب للإشارة بشكل غير صحيح إلى العديد من أنواع "الباذنجان الأسود" الأخرى باسم "المغد الأسود".

تم تسجيل المغد الأسود من رواسب العصر الحجري القديم والعصر الميزوليتي في بريطانيا القديمة ، وقد اقترح عالم النبات وعالم البيئة إدوارد سالزبوري أنه كان جزءًا من النباتات المحلية هناك قبل ظهور الزراعة في العصر الحجري الحديث. تم ذكر هذا النوع من قبل بليني الأكبر في القرن الأول الميلادي ومن قبل المعالجين بالأعشاب ، بما في ذلك ديوسكوريدس. في عام 1753 ، وصف كارل لينيوس ستة أنواع من المغد الأسود في Species Plantarum.

الوصف

المغد الأسود هو عشب شائع أو شجيرة معمرة قصيرة العمر ، توجد في العديد من المناطق المشجرة ، وكذلك الموائل المضطربة. يصل ارتفاعه من 30 إلى 120 سم (12 إلى 47 بوصة) ، ويترك طوله من 4.0 إلى 7.5 سم (1.6 إلى 3.0 بوصات) وعرضه من 2 إلى 5 سم (من 1 إلى 2 بوصة) ؛ بيضوي على شكل قلب ، مع حواف مموجة أو كبيرة الأسنان ؛ كلا السطحين مشعر أو أصلع ؛ سويقات بطول 1 إلى 3 سم (0.5 إلى 1 بوصة) مع جزء علوي مجنح. الزهور لها بتلات خضراء إلى بيضاء ، وتتجدد عند التقدم في العمر وتحيط بأنثرات صفراء زاهية بارزة. يبلغ حجم التوت في الغالب من 6 إلى 8 مم (0.24 إلى 0.31 بوصة) بقطر ، أسود باهت أو أسود أرجواني. في الهند ، تم العثور على سلالة أخرى من التوت الذي يتحول إلى اللون الأحمر عندما ينضج.

أحيانًا يتم الخلط بين المغد الأسود وبين الباذنجان القاتل الأكثر سمية (Atropa belladonna) ، والذي ينتمي إلى جنس مختلف داخل الباذنجانية. تظهر مقارنة الفاكهة أن توت المغد الأسود ينمو في عناقيد ، بينما تنمو حبات الباذنجان القاتلة بشكل فردي. تمييز آخر هو أن زهور المغد الأسود لها بتلات بيضاء.

تتراوح قيمة الرقم الهيدروجيني المناسب للتربة في المغد الأسود بين 5.5 و 6.5.

استخدام الأعشاب الطبية

تستخدم الأعشاب الطبية بصورتها الخام عن طريق محلات متخصصة في كثير من دول العالم. وقد بدأ في السنوات الأخيرة في مصر وبعض الدول العربية الأخرى التصريح ببيع أنواع منها في الصيدليات، حيث يتحقق عن هذا الطريق المزيد من الرقابة والأمان. 

حاليا في مصر هناك دراسات جادة يقوم بها نخبة من أساتذة الطب وعلم النبات في استخدام هذا النبات في علاج التهاب الكبد سي "(بالإنجليزية: hepatitis c virus)‏.

السمية

يمكن أن تكون مستويات السولانين في المغد الأسود سامة. مات الأطفال من التسمم بعد تناول التوت غير الناضج. ومع ذلك ، نادرًا ما يكون النبات قاتلًا ، حيث يتسبب التوت الناضج في ظهور أعراض آلام خفيفة في البطن والقيء والإسهال.

عادة ما تتأخر أعراض التسمم لمدة 6 إلى 12 ساعة بعد الابتلاع. تشمل الأعراض الأولية للتسمم الحمى والتعرق والقيء وآلام البطن والإسهال والارتباك والنعاس. ينتج الموت عن تناول كميات كبيرة من النبات عن عدم انتظام ضربات القلب وفشل الجهاز التنفسي. كما تم تسمم الماشية من التسمم بالنترات عن طريق رعي أوراق المغد الأسود. يمكن تسمم جميع أنواع الحيوانات بعد تناول الباذنجان ، بما في ذلك الماشية والأغنام والدواجن والخنازير. ومع ذلك ، في وسط إسبانيا ، قد يعمل الحبارى العظيم (Otis tarda) كمبعثر لبذور الباذنجان الأسود الأوروبي (المغد الأسود).

 المغد الأسود متغير بدرجة كبيرة ، وينصح خبراء النباتات السامة بتجنب أكل التوت ما لم تكن سلالة معروفة صالحة للأكل. قد تتأثر مستويات السموم أيضًا بظروف نمو النبات.

تتركز السموم الموجودة في المغد الأسود في التوت الأخضر غير الناضج ، ويجب التعامل مع الفاكهة غير الناضجة على أنها سامة.
معظم حالات التسمم المشتبه بها ناتجة عن استهلاك أوراق الشجر أو الفاكهة غير الناضجة.

هناك روايات نباتية عرقية لأوراق وبراعم المغد الأسود يتم غليها كخضروات مع التخلص من مياه الطهي واستبدالها عدة مرات لإزالة السموم.