الدور الحيوي
للسيلينوم دورٌ حيويٌّ مهمّ؛ فهو يدخل في تركيب الحمضَين الأمينيَّين غير النمطيَّين سيلينوسيستئين وسيلينوميثيونين، وهما يوجدان في عددٍ معتبرٍ من الكائنات الحيّة؛ وهما يقومان بوظائفَ حيويةٍ مهمّة.
يعدّ السيلينيوم بالنسبة للبشر من العناصر المعدنية الغذائية النّزِرَة، ويقوم بدور عامل مرافق في تفاعل اختزال الإنزيمات المضادّة للتأكسد، مثل بيروكسيداز الغلوتاثيون،
وكذلك في بعض أنواع الإنزيمات المختزلة للثيوريدوكسين الموجودة في الحيوانات وفي بعض النباتات.
يعدّ السيلينيوم عنصراً مهمّاً بالنسبة للغدّة الدرقية ولكلّ خليّة تستخدم هرموناتها،
وذلك لدخول السيلينيوم عاملاً مرافقاً مساعداً لثلاثة من الأنماط الأربعة المعروفة للإنزيمات نازعة اليود، والتي تؤثّر على نشاط هرمونات الغدّة الدرقية واستقلابها.
يمكن أن يكون الغذاء الغنيّ بالسيلينيوم عاملاً من عوامل تثبيط/أو التخفيف من مرض هاشيموتو، وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجسم خلايا الغدّة الدرقية.
كما أنّ تناول الغذاء الغنيّ بالسيلينيوم يخفّف من مخاطر التسمّم بالزئبق عند جرعات مخفّفة؛ حيث تدلّ بعض الشواهد على أنّ عملية التسمّم بالزئبق تتضمّن حدوث تثبيط غير عكوس للإنزيمات الحاوية على السيلينيوم، والتي هي بدورها ضرورية لمنع الإجهاد التأكسدي في الجسم.
مصادره في الغذاء
يوجد السيلينيوم في اللحوم والحبوب، ويمكن الحصول عليه من خميرة البيرة وأنواع مختلفة من الملفوفيات والأرز الكامل والدجاج، بالإضافة إلى سمك السلمون والتونة والأغذية البحرية.
ومن الأغذية المحتوية على السيلينيوم أيضاً كل من الشطة والبابونج وبذور الشمر والحلبة والثوم والجنسنغ والبقدونس والنعناع وغيرها.
أفضل مصادره المكسَّرات وبخاصّة الجوز البرازيلي.
تبلغ الكمّية الغذائية المرجعية للسيلينيوم
- في الولايات المتّحدة بالنسبة للمراهقين والبالغين مقدار 55 ميكروغرام في اليوم
- في أوروبا حُددّت النسبة للرجال بمقدار 70 ميكروغرام/اليوم،
- للنساء بمقدار 60 ميكروغرام في اليوم،
- للنساء الحوامل بمقدار 75 ميكروغرام في اليوم.
كما أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الحدود المعيارية القصوى والدنيا من السيلينيوم الداخل في تركيب وصفة غذاء الرضع.
النقص
يحدث عارض نقص السيلينيوم (أو عوز السيلينيوم) عندما يلاحظ انخفاض بأكثر من 60% في مستويات النشاط والفعالية الطبيعية للإنزيمات الحاوية على السيلينيوم في الدماغ وخلايا جهاز الغدد الصمّاء، وعندما يترافق ذلك مع حدوث إجهاد أو توتّر إضافي، مثل الإجهاد التأكسدي، أو حالات التسمّم بالزئبق. يمكن أن ترتفع احتمالية حدوث نقص السيلينيوم مثلاً عند الأشخاص الذين يحصلون على تغذية بالحقن أو عند الطاعنين في السن (أكبر من 90 سنة).
على العموم، يعد نقص السيلينيوم أمراً نادر الحدوث؛ ولا يزال تأثير نقص السيلينيوم على الصحّة محطَّ دراسة، وخاصة في العلاقة مع مرض كاشين-بيك؛ إذ يتداخل دور السيلينيوم الحيوي عند الحيوانات مثلاً مع دور عناصر معدنية أخرى مثل النحاس ووالزنك.
المخاطر
عندما يؤخذ السيلينيوم بتراكيز مرتفعة فإنّ ذلك يؤدّي إلى حدوث حالة تسمّم بالسيلينيوم، وذلك عند تجاوز مستوى الحدّ الأعظمي المسموح والمقدّر بحوالي 400 ميكروغرام في اليوم.
وقد تحدث الإصابة في حالات نادرة عند تناول غذاء مزروع في تربة ذات محتوى مرتفع وفوق العادة من السيلنيوم، كما حدث في إحدى المرّات في الصين.
كما سُجّلت في الولايات المتّحدة حالة نفوق لعدد من الأحصنة المستخدمة في رياضة البولو، وذلك عندما أُضيف السيلينيوم في علفها بنسبة أكبر بعشرين ضعف عن المستويات الطبيعية.
تتضمّن أعراض التسمّم بالسيلينيوم:
- ظهور رائحة للنَّفَس تشبه رائحة الثوم،
- حدوث اضطرابات معويّة،
- وسقوط للشعر
- وتقصُّف الأظافر
- وحدوث حالات من التعب
- التهيّج العصبي.
تسبب الحالات الحادّة من التسمّم بهذا العنصر إلى حدوث تشمّع الكبد أو وذمة الرئة أو الوفاة.
تبلغ الجرعة السامّة المزمنة لأيون السيلينيت مقدار 2400 إلى 3000 ميكروغرام في اليوم؛ أمّا مركّب سيلينيد الهيدروجين فهو غاز سام ومهيّج للغاية.عيّنت إدارة السلامة والصحّة المهنية الأمريكية حدّ التعرّض المسموح به من السيلينيوم في مكان العمل بمقدار 0.2 مغ/م3 في يوم عمل واحد من 8 ساعات؛ وهو أيضاً ما حدّده المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية الأمريكي بالنسبة لحدّ التعرّض الموصى به؛ في حين حُدِّدَت عتبة 1 مغ/م3 بأنها ذات خطورة فورية للحياة أو الصحة.