الأعراض
قد تختلف أعراض ومُؤشِّرات الخَرَف الجبهي الصدغي من شخص لآخر. تتفاقم أعراض ومُؤشِّرات المرض باستمرار مع الوقت، عادةً على مدى سنوات.
تَميل مجموعة من أنواع الأعراض أن تحدُث معًا، وقد يشعُر الأشخاص بأكثر من مجموعة من أنواع الأعراض.
التغيرات السلوكية
تتضمن العلامات الأكثر شيوعًا للخرف الجبهي الصدغي تغييرات جذرية في السلوك والشخصية. وهي تتضمن:
- تزايد السلوك الاجتماعي غير المناسب
- فقدان التعاطف ومهارات التعامل مع الآخرين، مثل الشعور بمشاعر الآخرين
- فقدان الحكمة
- فقدان القدرة على ضبط النفْس
- عدم الاهتمام (اللامبالاة)، والذي قد يخطئ البعض في تفسيره على أنه اكتئاب
- السلوك القهري المتكرر، مثل النقر أو التصفيق أو لعق الشفتين
- تدهور النظافة الشخصية
- تغيرات في عادات الأكل، عادة الإفراط في الأكل أو تطور تفضيل للحلويات والكربوهيدرات
- أكل أشياء غير صالحة للأكل
- الرغبة الإجبارية في وضع الأشياء في الفم
مشاكل النطق واللغة
تؤدي بعض الأنواع الفرعية للخَرَف الجبهي الصدغي إلى مشاكل في اللغة أو خلل أو فقدان للحديث. الحبسة التقدمية الأولية والخَرَف الدلالي وحبسة فقد الطلاقة المُترقية تُعَد جميعها خَرَفًا جبهيًّا صدغيًّا.
تتضمن المشاكل الناتجة عن تلك الحالات ما يلي:
- زيادة صعوبة استخدام أو فَهم اللغة المكتوبة أو المنطوقة، مثل صعوبة انتقاء الكلمة الصحيحة عند الحديث أو عند تسمية الأشياء
- صعوبة تسمية الأشياء، إمكانية استبدال كلمة محددة بكلمة عامة مثل استخدام "هذا" بدلًا من القلم
- لم يعد يعرف معاني الكلمات
- حديث متردد قد يبدو مختصراً جداً
- أخطاء في صياغة الجملة
الاضطرابات الحركية
تتسم الأنواع الفرعية النادرة من الخَرَف الجبهي الصدغي بحدوث مشكلات في الحركة، وتتشابه مع التي لدى المصابين بمرض باركنسون أو التصلُّب الجانبي الضموري.
وقد تشمل المشكلات المتعلقة بالحركة:
- الرعاش
- التصلُّب
- تقلصات أو تشنّجات عضلية
- ضعف التناسُق الحركي
- صعوبة البَلْع
- ضَعْف العضلات
- الضحك أو البكاء في غير الحالات المناسبة
- السقطات أو مشكلات المشي
الأسباب
وفي الخَرَف الجبهي الصدغي، ينكمش حجم الفص الجَبْهِيِّ والصُّدْغِيِّ للدماغ. وعِلاوةً على ذلك، تتراكم بعض المواد في المخ. وسبب هذه التغييرات عادةً يكون مجهولًا.
تُوجد بعض الطفرات الجينية التي تمَّ ربطها بالخَرَف الجبهي الصدغي. لكنَّ أكثر من نصف المرضى المصابين بالخرف الجبهي الصدغي ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالخَرَف.
ومُؤخَّرًا، أكَّد الباحثون أن هناك سمات وراثية مشتركة ومسارات جزيئية بين الخَرَف الجبهي الصدغي والتصلُّب الجانبي الضموري. ومع ذلك فالحاجة تقتضي إجراء المزيد من البحوث لفَهْم الصلة بين هذه الحالات المَرَضية.
عوامل الخطر
تزداد مخاطر الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي إذا كان لديك تاريخ عائلي بالإصابة بالخرف. لا توجد أي عوامل خطورة أخرى معروفة.
التشخيص
لا يوجد أي اختبار يمكنه تحديد الخَرَف الجبهي الصدغي. ويبحث الأطباء عن مؤشرات المرض وأعراضه ويحاولون استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى. قد يصعُب تشخيص الاضطراب في المراحل المبكرة بوجه خاص، حيث غالبًا ما تتداخل أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي مع أعراض حالات أخرى.
فحوص الدم
للمساعدة في استبعاد الحالات الأخرى مثل أمراض الكبد أو الكُلى، قد يطلب طبيبكَ إجراء اختبارات دم.
دراسة النوم
قد تتشابه بعض أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي (مثل مشاكل الذاكرة والتفكير والتغيُّرات السلوكية) مع أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي. إذا كنت تواجه أيضًا أعراض انقطاع النفس النومي (الشخير المرتفع وتوقُّف التنفُّس في أثناء النوم)، فقد يطلب منك طبيبك الخضوع لدراسة النوم لاستبعاد انقطاع النفس الانسدادي النومي كونه سببًا لأعراضك.
اختبارات النفسية العصبية
في بعض الأحيان يختبر طبيبك مهارات التفكير والذاكرة لديك اختبارًا مكثفًا. وهذا النوع من الاختبار مفيد على نحو خاص في تحديد نوع الخَرَف في مرحلة مُبكِّرة. وقد يساعد نمط اختبار الاضطراب في التمييز بين الخَرَف الجبهي الصدغي وبين أسباب الخَرَف الأخرى.
فحوص الدماغ
قد يكون الأطباء قادرون -من خلال فحص صور الدماغ- على تحديد أي حالات واضحة، مثل الجلطات أو النزيف أو الأورام التي قد تتسبَّب في ظهور المؤشرات والأعراض.
- التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي موجات الراديو ومجالًا مغناطيسيًّا قويًّا لالتقاط صور تفصيلية للدماغ.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام المادة القائفة فلوروديوكسي الغلوكوز. يستخدم هذا الاختبار مادة متتبعة منخفضة الإشعاعية تُحقَن في الدم. تُظهِر هذه المادة المتتبعة مناطق الدماغ التي يضعُف فيها أيض العناصر المغذية. يمكن أن تُظهر مناطق ضعف الأيض مكان حدوث التنكُّس الدماغي؛ ما يساعد الأطباء في تشخيص نوع الخَرَف.
العلاج
لا يوجد حاليًّا علاج أو دواء محدد للخرف الجبهي الصدغي. لا يبدو أن الأدوية المستخدَمة لعلاج أو إبطاء داء الزهايمر مفيدة للأشخاص المُصابين بالخرف الجبهي الصدغي، وقد يؤدي بعضها إلى تفاقم أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي. لكن بعض الأدوية والمُعالَجة المُقوِّمة للنطق يمكن أن تساعد في السيطرة على أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي.
الأدوية
- مضادات الاكتئاب. قد تقلِّل بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل ترازودون، المشكلات السلوكية المصاحبة للخَرَف الجبهي الصدغي. قد تكون مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) — مثل سيتالوبرام (سيليكسا)، أو باروكسيتين (باكسيل)، أو سيرترالين (زولفت) — فعالة أيضًا في بعض الأشخاص.
- الأدوية المضادة للذهان. تُستخدَم الأدوية المضادة للذهان، مثل أولانزابين (Zyprexa)، أو كيتيابين (Seroquel)، أحيانًا لعلاج المشاكل السلوكية الناجمة عن الخرف الجبهي الصدغي. ومع ذلك، يجب أن تُستخدَم هذه الأدوية بحذر في حالة المصابين بالخرف نظرًا للآثار الجانبية الخطيرة، ومنها زيادة خطر الوفاة.
العلاج
قد يستفيد الأشخاص الذين يواجهون صعوبات لغوية من علاج التخاطب بتعلم إستراتيجيات بديلة تمكنهم من التواصل.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
ستحتاج إلى مقدم رعاية مع تقدُّم حالتك ليساعدك في أنشطة حياتك اليومية ويحافظ على أمانك ويوفر لك النقل ويساعدك في أمورك المالية. وسيناقش معكَ طبيبكَ تغيرات نمط الحياة مثل متى ستحتاج إلى التوقف عن قيادة السيارة أو تجعل شخصًا تثق به يتولى أمورك المالية.
قد تساعد التمارين القلبية المُنتظِمة على تحسين مزاجك ومهارات التفكير لديك.
وقد يساعدك إجراء بعض التعديلات في منزلك كي تجعل مهام الحياة اليومية أسهل مثل إزالة السجاجيد وتعلية المِرحاض.
في بعض الحالات، يمكن أن يقلّل مقدمو الرعاية المشكلات السلوكية بتغيير طريقة تعاملهم مع المُصابين بالخَرَف. اسأل الطبيب الخاص بمن تُحب عن المصادر المُتاحة التي تقدم تدريبًا على العناية بالمُصابين بالخَرَف. وتشمل تغيرات طُرق المعاملة الممكنة ما يلي:
- تجنُّب الأحداث أو الأنشطة التي تُثير السلوك غير المرغوب فيه
- إزالة الإلماعات البيئية السلبية مثل مفاتيح السيارة
- توفير بيئة هادئة
- توفير روتين مُنظَّم
- تبسيط المهام اليومية
- تشتيت الانتباه عن المشاكل السلوكية وإعادة توجيهه
التأقلم والدعم
إذا شُخصت بالإصابة بالخرَف الجبهي الصدغي، فقد يكون تلقي الدعم والرعاية، وتعاطف الأشخاص الذين تثق فيهم أمرًا لا يُقدَّر بثمن.
اعثر على إحدى مجموعات الدعم للأشخاص المصابين بالخرَف الجبهي الصدغي، عن طريق طبيبك أو عبر الإنترنت. قد تقدم لك مجموعة الدعم معلومات قيمة مخصصة لاحتياجاتك وكذلك منتدى يمنحك الفرصة لمشاركة تجربتك ومشاعرك.
لمقدّمي الرعاية وشركاء الرعاية
قد يكون الاهتمام بشخص مصاب بالخَرَف الجبهي الصدغي صعبًا ومجهدًا بسبب التغيرات الشديدة في الشخصية والمشاكل السلوكية التي تتفاقم غالبًا. وقد يكون من المفيد تثقيف الآخرين بشأن الأعراض السلوكية وما يمكن أن يتوقعوه عند قضاء الوقت مع أحبائهم.
يحتاج مقدِّمو الرعاية وشركاء الرعاية إلى المساعدة من أفراد الأسرة والأصدقاء ومجموعات الدعم أو الرعاية المؤقَّتة التي توفِّرها مراكز رعاية البالغين أو مؤسسات الرعاية الصحية المنزلية.
من الضروري أن يعتني مقدِّمو الرعاية وشركاء الرعاية بصحتهم وأن يمارسوا الرياضة ويتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا ويسيطروا على حالة التوتر والإجهاد التي تصيبهم. وقد تساعد المشاركة في الهوايات خارج المنزل على تخفيف بعض التوتر.
عندما يحتاج شخص مصاب بالخرف الأمامي إلى رعاية على مدار 24 ساعة، تتَّجِه معظم الأسر إلى دور رعاية المسنين. وستسهل الخطط الموضوعة مسبقًا هذا الانتقال، وقد تسمح للشخص بالمشاركة في عملية صنع القرار.
الاستعداد لموعدك
لا يدرك الأشخاص المصابون بالخرف الجبهي الصدغي عادةً أن لديهم مشكلة. في كثير من الحالات، يلاحظ أحد أفراد الأسرة الأعراض ويرتِّبون موعدًا طبيًا مع الطبيب.
وقد يحولك طبيب العائلة إلى طبيب متمرس في أمراض الجهاز العصبي. (طبيب الأعصاب) أو حالات الصحة العقلية (طبيب نفسي) للخضوع لمزيد من التقييم.
ما يمكنك فعله
بما أنك قد لا تكون واعيًا بكل ما لديك من المؤشرات المَرَضية أو الأعراض، يُفضَّل أن تصطحب معك أحد أفراد عائلتك أو أحد أصدقائك المُقربين أثناء موعدك الطبي مع طبيبك. ويُنصح أيضًا أن تأخذ معك قائمةً مكتوبةً تشمل ما يلي:
- وصفًا مفصلًا بالأعراض التي تشعر بها
- معلومات عن المشكلات الطبية التي أُصِبت بها في الماضي
- معلومات عن المشكلات الطبية التي أصابت أهلك أو إخوتك
- جميع الأدوية والمُكمِّلات الغذائية التي تتناولها
- الأسئلة التي تودُّ طرحها على الطبيب
ما الذي تتوقعه من طبيبك
بالإضافة إلى الفحص الجسدي، قد يتحقق الطبيب أيضًا من صحتك العصبية عن طريق اختبار بعض الأشياء مثل توازنك، وتوتر العضلات وقوتها. قد يجري طبيبك أيضًا تقييمًا موجَزًا للحالة العقلية لفحص مهارات الذاكرة والتفكير لديك.
الأقسام التي تعالج هذه الحالة
الطب النفسي وعلم النفس
طب الأعصاب
- Neurologist
- Psychiatrist
- Geriatrician