الأعراض
تتراوح مؤشرات النوبة وأعراضها من خفيفة إلى شديدة، وتعتمد على نوع النوبة. قد تشمل مؤشرات النوبة وأعراضها ما يلي:
- التشوش المؤقت
- التحديق في الفراغ
- انتفاضات بالذراعين والساقين خارجة عن السيطرة
- فقدان الوعي أو الإدراك
- أعراض معرفية أو نفسية، مثل الخوف أو القلق أو وهم سبق الرؤية (الديجا فو)
يصنِّف الأطباء النوبات بصفة عامة إلى بؤرية ومعمَّمة، بناءً على الطريقة التي يبدأ بها نشاط الدماغ غير الطبيعي والمنطقة التي بدأ منها. كما يمكن تصنيف نوبات الصرع إلى نوبات مجهولة المنشأ، إذا لم تُعرف طريقة بدء النوبة.
النوبات البؤرية
تنجم نوبات الصرع البؤرية عن نشاط كهربي غير طبيعي في منطقة واحدة من الدماغ. يمكن أن تحدث نوبات الصرع البؤرية مع فقدان الوعي أو من دونه:
- النوبات البؤرية المصحوبة بضعف الوعي. تشمل هذه النوبات حدوث تغيُّر أو فقدان في الوعي أو الإدراك يجعلك تشعر كأنك في حلم. قد تبدو متيقظًا، لكنك تحدق في الفراغ ولا تستجيب بشكل طبيعي لما يدور حولك، أو ربما تصدر عنك حركات متكررة مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو تكرار كلمات معينة أو المشي في دوائر. ربما لا تتذكر النوبة أو لا تدرك حتى أنها حدثت.
- النوبات البؤرية غير المصحوبة بفقدان الوعي. قد ينتج عن هذه النوبات تغير في المشاعر، أو تغير في شكل الأشياء أو رائحتها أو ملمسها أو طعمها أو صوتها، لكنك لا تفقد الوعي. ربما تشعر بالغضب أو السعادة أو الحزن فجأة. وقد يُصاب بعض المرضى بالغثيان أو مشاعر غير معتادة يصعب وصفها. كما يمكن أن تؤدي هذه النوبات إلى صعوبة في الكلام وحدوث نفضات لا إرادية في أجزاء من الجسم، مثل الذراع أو الساق، بالإضافة إلى أعراض حسية عفوية، مثل الوخز والدوار ورؤية أضواء وامضة.
وقد يُخلَط بين أعراض نوبات الصرع البؤرية وبعض الاضطرابات العصبية الأخرى، مثل الشقيقة (الصداع النصفي)، أو التغفيق، أو الأمراض العقلية.
نوبات الصرع المعممة
تُعرف النوبات التي تبدو أنها تُصيب جميع أجزاء الدماغ بالنوبات الصرعية المتعمِّمة. وتشمل الأنواع المختلفة للنوبات الصرعية المتعمِّمة ما يلي:
- نوبات صرعية مصحوبة بغيبة. غالبًا ما تحدث النوبات الصرعية المصحوبة بغيبة، المعروفة سابقًا بنوبات الصرع الصغير، للأطفال وتتميز بالتحديق في الفراغ أو حركات الجسم الرقيقة، مثل الرمش بالعينين أو لعق الشفتين. تستمر هذه النوبات عادةً لمدة 5 إلى 10 ثوانٍ، لكنها تحدث ما يصل إلى مئة مرة في اليوم. وقد تحدث هذه النوبات في شكل مجموعات وتسبب في فقدان الوعي لفترة وجيزة.
- النوبات الصرعية التوترية. تسبب النوبات الصرعية التوترية تيبسًا في العضلات. وعادةً ما توثر هذه النوبات على عضلات الظهر والذراعين والساقين وقد تتسبب في فقدان الوعي والسقوط على الأرض.
- النوبات الصرعية الونائية. تسبب النوبات الصرعية الونائية، المعروفة أيضًا بنوبات الصرع المصحوبة بالسقوط، فقدان السيطرة على العضلات؛ ما قد يؤدي إلى انهيارك أو سقوطك على الأرض أو سقوط رأسك فجأة.
- النوبات الصرعية الرمعية. ترتبط النوبات الصرعية الرمعية بتكرار حركات عضلية ارتعاشية متكررة أو منتظمة. وعادةً ما تصيب هذه النوبات الرقبة والوجه والذراعين في كلا جانبي الجسم.
- النوبات الصرعية الرمعية العضلية. عادةً ما تظهر النوبات الصرعية الرمعية العضلية على شكل نفضات أو تشنجات قصيرة ومفاجئة في الذراعين والساقين. وفي الغالب لا يفقد المصاب وعيه في هذه الحالة.
- النوبات الصرعية التوترية الرمعية. النوبات الصرعية التوترية الرمعية، المعروفة سابقًا بنوبات الصرع الكبير، هي أصعب أنواع النوبات الصرعية، ويمكن أن تسبب فقدانًا مفاجئًا للوعي، وتصلبًا أو رعشة بالجسم، وفي بعض الأحيان تسبب فقدان القدرة على التحكم في المثانة أو عض اللسان. وقد تستمر هذه النوبات لعدة دقائق.
متى تزور الطبيب
اطلب المساعدة الطبية العاجلة في حال حدوث أي مما يلي:
- استمرار نوبة الصرع لأكثر من خمس دقائق
- عدم معاودة التنفس أو الوعي بعد انتهاء النوبة
- حدوث نوبة صرع ثانية خلال فترة قصيرة
- حدوث حمى شديدة
- الإصابة بإعياء بسبب الحرارة
- في حال الحمل
- الإصابة بداء السكري
- إيذاء النفس أثناء النوبة
في حال حدوث النوبة للمرة الأولى، استشر الطبيب
الأسباب
تولِّد خلايا الأعصاب (الخلايا العصبية) في الدماغ نبضات كهربية وترسلها وتستقبلها؛ ما يسمح بالتواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ. وقد يتسبب أي شيء يعطل مسارات الاتصال هذه في التعرض لنوبة. وقد تتسبب الطفرات الوراثية في حدوث بعض أنواع الاضطرابات الاختلاجية.
والسبب الأكثر شيوعًا في التعرض للنوبات هو الصرع. لكن ليس كل شخص يمر بهذه النوبات يعتبر مريضًا بالصرع. فالنوبات تحدث أو تُحفَّز أحيانًا بسبب ما يلي:
- الحُمى الشديدة، التي قد تكون مصاحبة لعدوى مثل التهاب السحايا
- قلة النوم
- الأضواء الوامضة، أو الأنماط المتحركة، أو المنبهات البصرية الأخرى
- انخفاض مستوى الصوديوم في الدم (نقص صوديوم الدم) الذي يمكن أن يحدث عند تناول العلاج المدرّ للبول
- أدوية مثل بعض مسكنات الألم أو مضادات الاكتئاب أو علاجات الإقلاع عن التدخين المخفضة لحدّ النوبات
- إصابة الرأس التي تسبب نزيفًا في الدماغ
- تغيرات غير طبيعية للأوعية الدموية في الدماغ
- الاضطرابات المناعية الذاتية، وتشمل الذئبة الحُماميَّة المَجموعية والتصلب المتعدد
- السكتة الدماغية
- ورم في الدماغ
- تعاطي المخدرات الترفيهية، مثل أمفيتامين (منبه عصبي) أو الكوكايين
- إساءة استخدام المشروبات الكحولية أثناء فترات الامتناع عن التعاطي، أو التسمم الشديد بها
- عدوى مرض فيروس (كوفيد-19)
المضاعفات
في بعض الأحيان، قد يؤدي التعرض لنوبة صرع إلى ظروف تشكِّل خطورة عليك أو على الآخرين. فقد تتعرض لخطر:
- السقوط. عند السقوط أثناء نوبات الصرع، يمكن أن تتعرض لإصابة في الرأس أو كسر في العظام.
- الغرق. إذا تعرضت لنوبة صرع أثناء السباحة أو الاستحمام، فقد تكون عرضة لخطر الغرق.
- حوادث السيارات. يمكن للنوبة التي تتسبب في فقدان الوعي أو السيطرة أن تُشكل خطرًا عليك إذا كنت تقود سيارة أو تشغِّل معدات أخرى.
- مضاعفات الحمل. تشكل النوبات التي تحدث في فترة الحمل خطرًا على الأم والجنين، وتزيد بعض الأدوية المضادة للصرع من خطر الإصابة بعيوب خلقية. إذا كنتِ مصابة بالصرع وتخططين للحمل، فاستشيري الطبيب لتعديل أدويتكِ ومتابعة حملكِ حسب الحاجة.
- مشكلات الصحة النفسية. إن الأشخاص الذين يتعرضون لنوبات الصرع أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية، كالاكتئاب والقلق. وقد تحدث هذه المشاكل نتيجة للصعوبات التي يواجهها المريض في التعامل مع الحالة نفسها، وكذلك نتيجة للآثار الجانبية للدواء.
التشخيص
يراجع الطبيب بعد نوبة الصرع الأعراض والتاريخ المرضي بعناية. وقد يطلب الطبيب عدة فحوصات لتحديد سبب نوبة الصرع وتقييم مدى احتمال تكرار النوبات.
ومن هذه الفحوصات ما يلي:
- فحص عصبي. قد يفحص الطبيب السلوك والقدرات الحركية والوظائف العقلية لتحديد ما إذا كانت توجد مشكلة في المخ والجهاز العصبي أم لا.
- تحاليل الدم. وقد يأخذ عينة من الدم للكشف على مستويات سكر الدم ومؤشرات العدوى أو الحالات الوراثية أو اختلال توازن الكهارل.
- البزل القطني. إذا اشتبه الطبيب تسبب عدوى معينة في نوبة الصرع، فقد يلزم أخذ عينة من السائل النخاعي لتحليلها.
- مخطط كهربية الدماغ (رسم المخ). تُلصَق في هذا الاختبار أقطاب كهربية في فروة الرأس بمادة لاصقة، حيث تسجِّل الأقطاب الكهربية النشاطَ الكهربي للدماغ، والذي يُعرض على هيئة خطوط متموجة في تسجيل مخطط كهربية الدماغ الذي ربما يعرض نمطًا يعرف من خلاله الأطباء مدى احتمال تكرار النوبة مرة أخرى. وقد يساعد مخطط كهربية الدماغ الطبيب أيضًا في استبعاد الحالات الأخرى المماثلة للصرع من قائمة الأسباب المحتملة للنوبة. وبناءً على تفاصيل النوبات، ربما يُجرى هذا الفحص في العيادات الخارجية، أو قد يستغرق ليلة كاملة في المنزل باستخدام جهاز متنقل، أو على مدار بضع ليالٍ في المستشفى.
وقد تتضمن الأشعة ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي. يَستخدِم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسات قوية وموجات لاسلكية لعرض صورة تفصيلية للدماغ. وقد يستطيع الطبيب من خلاله الكشف عن الآفات أو العيوب الموجودة في الدماغ، والتي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث النوبات.
- التصوير المقطعي المحوسب. يَستخدِم التصوير بالرنين المغناطيسي الأشعة السينية للحصول على صور مقطعية للدماغ، والتي يمكن أن تكشف عن وجود عيوب في الدماغ، مثل الأورام والنزيف والكيسات، التي من الممكن أن تتسبب في حدوث النوبات.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. يَستخدِم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني مقدارًا صغيرًا من مادة مُشِعَّة قليلة الجرعة، يُحقَن داخل الوريد للكشف عن المناطق النشطة من الدماغ والعيوب الموجودة فيها.
- التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة. يَستخدم التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة مقدارًا صغيرًا من مادة مشعة قليلة الجرعة، يُحقَن داخل الوريد لإنتاج مخطط ثلاثي الأبعاد لنشاط تدفق الدم في الدماغ، والذي يحدث أثناء التعرض لنوبة صرع. وقد يُجري الأطباء أيضًا نوعًا من التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة يُعرف باسم التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة بالطرح بين النشبات، والمسجل مع التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي قد يقدم نتائج أكثر تفصيلًا. وتُجرى هذه الأشعة عادةً في المستشفى مع تسجيل مخطط كهربية الدماغ على مدار ليلة كاملة.
العلاج
ليس كل من أُصيب بنوبة سيُصاب بالضرورة بنوبة أخرى، ونظرًا لأن النوبة قد تكون حادثة منفصلة، فقد لا يقرر طبيبك بدء العلاج حتى تتعرض لأكثر من نوبة واحدة.
الغاية النهائية في علاج النوبات هو العثور على أفضل علاج ممكن لوقفها، مع أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية.
العلاج
تُستخدم الأدوية عادة في علاج نوبات الصرع. وهناك عدة خيارات مختلفة من أدوية علاج نوبات الصرع. ومن أحدث الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كانابيديول (Epidiolex) المشتق من الماريغوانا. وقد ثبتت فعاليته في علاج أنواع معينة من نوبات الصرع لدى الأطفال في عمر سنتين أو أكثر.
ويهدف الدواء إلى العثور على الدواء الأفضل لحالتك والذي يسبب أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بأكثر من دواء.
ربما يكون العثور على الدواء المناسب وتحديد الجرعة الصحيحة أمرًا معقدًا. وقد تضطر إلى تجربة العديد من الأدوية المختلفة لمعرفة أفضل الأدوية في السيطرة على نوبات الصرع وأقلها تسببًا في آثار جانبية. وقد تشمل الآثار الجانبية زيادة الوزن والدوار والإرهاق والتقلبات المزاجية. ويمكن أن تسبب الآثار الجانبية الأكثر خطورة تلف الكبد أو تلف نخاع العظم.
سيضع الطبيب حالتك ومعدل تكرار النوبات وعمرك واغيرها من العوامل في الحسبان عندما يصف لك الدواء. وسيراجع أيضًا الطبيب أي أدوية أخرى ربما تكون تتناولها لضمان عدم تفاعل الأدوية المضادة للصرع معها.
العلاج الغذائي
يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالدهون وقليل الكربوهيدرات، المعروف باسم النظام الغذائي الكيتوني، إلى تحسين التحكم في نوبات الصرع. ويعد النظام الغذائي الكيتوني صارمًا للغاية وقد يكون من الصعب اتباعه، حيث توجد مجموعة محدودة من الأطعمة المسموح بها. على الرغم من أن تنويعات النظام الغذائي الغني بالدهون وقليل الكربوهيدرات، مثل النظام الغذائي ذي المؤشر الغلايسيمي المنخفض ونظام أتكينز المُعدَّل، أقل فعالية، إلا أنها ليست مقيِّدة مثل النظام الغذائي الكيتوني، كما يمكن أن تُجدي نفعًا. لا تزال هذه الأنظمة الغذائية المُعدَّلة قيد الدراسة.
الجراحة
قد يكون التدخل الجراحي خيارًا إذا لم تكن العلاجات الأخرى فعالة. ويتمثل الهدف من الجراحة في منع حدوث نوبات الصرع. وتناسب الجراحة الأشخاص الذين يُصابون بنوبات صرع تنشأ دائمًا من المنطقة نفسها في الدماغ. ويُشار إلى أن هناك العديد من أنواع العمليات الجراحية التي تشمل:
- استئصال الفص. يحدد الجراحون المنطقة التي تبدأ منها نوبات الصرع في الدماغ ويستأصلونها.
- قطع تحت طبقة الأم الحنون في أماكن متعددة. يتضمن هذا النوع من الجراحات إجراء عدد من الشقوق في مناطق ما من الدماغ لمنع حدوث نوبات الصرع. وعادة ما تتم في حال عدم إمكانية إزالة المنطقة في الدماغ بطريقة آمنة.
- قطع الجسم الثفني. تقطع هذه الجراحة شبكة نقاط الاتصال بين الخلايا العصبية للنصفين الأيمن والأيسر من الدماغ. ويستخدم ذلك لعلاج النوبات التي تبدأ في نصف الدماغ وتنتقل إلى النصف الآخر. ومع ذلك، قد يستمر حدوث النوبات حتى بعد الجراحة في جانب الدماغ الذي بدأت منه.
- استئصال نصف الكرة. تزيل هذه الجراحة نصف الطبقة الخارجية للدماغ. ويُعد هذا النوع من الجراحة خطيرًا، ولا يُلجأ إليه إلا في حال عدم فعالية الأدوية في السيطرة على نوبات الصرع، وإذا كانت النوبات لا تؤثر إلا في نصف الدماغ. وقد تفقد العديد من القدرات الوظيفية اليومية بعد هذه الجراحة، لكن يمكن للأطفال في كثير من الأحيان استعادة تلك القدرات بعد الخضوع لمرحلة مكثفة من إعادة التأهيل.
- الاستئصال الحراري (العلاج الحراري الخِلالي بالليزر). يُسلِّط هذا الإجراء الجراحي الأقل توغلاً طاقة عالية التركيز على منطقة محددة في الدماغ حيث تبدأ النوبات ويدمِّر خلايا الدماغ التي تسبب نوبات الصرع.
التنبيه الكهربائي
تشمل الإجراءات الأخرى التي قد تخفف من حدة النوبات الصرعية ما يلي:
- تنبيه العصب المبهم. يُزرع جهاز تحت جلد الصدر لتنبيه العصب المبهم في الرقبة وإرسال إشارات إلى الدماغ تعمل على منع النوبات العصبية. وأثناء العلاج بتحفيز العصب المبهم، قد تظل بحاجة إلى أخذ الأدوية، ولكن قد تتمكن من تقليل الجرعة.
- التنبيه العصبي المستجيب. أثناء التحفيز العصبي المستجيب، يُزرع جهاز على سطح الدماغ أو داخل نسيج الدماغ ويمكنه اكتشاف نشاط نوبات الصرع وإرسال تحفيز كهربائي إلى المنطقة المكتَشفة لمنع حدوث نوبات الصرع.
- التنبيه العميق للدماغ. يزرع الأطباء أقطاب كهربائية داخل مناطق محددة في الدماغ لإنتاج نبضات كهربائية تنظم نشاط الدماغ غير الطبيعي. وتتصل الأقطاب الكهربائية بجهاز يشبه منظم ضربات القلب يُوضع تحت جلد الصدر للسيطرة على كمية التنبيه الناتج.
الحمل والنوبات
في العادة، يمكن للسيدات اللاتي تعرضن لنوبات صرعية في السابق أن تحملن حملاً صحيًا. لكن في بعض الأحيان، قد تظهر عيوب خلقية مرتبطة بتناول أنواع معينة من الأدوية.
بشكل خاص، يرتبط حمض الفالبوريك، الذي يمثل أحد الأدوية المحتملة للنوبات الصرعية المتعمِّمة، ببعض العيوب المعرفية وعيوب الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة. وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب بأن تتجنب السيدات استخدام حمض الفالبرويك أثناء الحمل بسبب المخاطر التي يمكن أن يتعرض الجنين لها. فناقشي هذه المخاطر مع طبيبكِ. ونظرًا إلى احتمالية إصابة الجنين بعيوب خلقية وأن الحمل يمكن أن يغير من مستويات العلاج، من المهم التخطيط سابقًا للحمل وخاصة بالنسبة إلى السيدات اللاتي يتعرضن لنوبات صرعية.
في بعض الحالات، قد يكون من المناسب تغيير جرعات أدوية النوبات الصرعية قبل الحمل أو أثنائه. ينبغي أن تتعاون السيدات مع أطبائهن قبل الحمل بهدف الحصول على أقل جرعة ضرورية من الدواء الآمن الفعال للسيطرة على النوبات الصرعية.
أدوية منع الحمل والأدوية المضادة للنوبات
يمكن لبعض الأدوية المضادة للنوبات أن تغير من فعالية أدوية تحديد النسل (موانع الحمل الفموية). إذا كانت وسائل منع الحمل ذات أولوية عالية ، فاستشيري طبيبك لتقييم ما إذا كان دوائك يتفاعل مع موانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم ، وما إذا كانت هناك حاجة إلى النظر في أشكال أخرى من وسائل منع الحمل.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للسيطرة على النوبة:
- تناول الأدوية على نحو صحيح. لا تعدِّل الجرعة قبل استشارة طبيبك. فإذا شعرت أنك بحاجة إلى تغيير الدواء، فناقش الأمر مع الطبيب.
- احصل على قسط كافٍ من النوم. يمكن أن تتسبَّب قلة النوم في حدوث نوبات صرعية. واحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة كل ليلة.
- ارتدِ سوار تنبيه طبيًّا. سيساعد هذا السوار طاقم الطوارئ في معرفة كيفية علاجك على نحو صحيح إذا أُصبت بنوبة أخرى.
- احرص على ممارسة الأنشطة البدنية. قد تساعد ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية على الحفاظ على صحتك البدنية وتقليل الاكتئاب. واحرص على شرب كميات كافية من المياه واسترِح إذا شعرت بالتعب أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
- التزم بخيارات أسلوب الحياة الصحي. يسهم التحكم في التوتر والحد من تناول المشروبات الكحولية وتجنب التدخين في تعزيز نمط حياة صحي.
السلامة الشخصية
لا تنتج عن نوبات الصراع في العادة أي إصابات خطيرة، ولكن قد تحدث إصابات حال تكرر تلك النوبات. يمكن أن تساعد الخطوات التالية على تجنب التعرض لإصابات أثناء نوبات الصرع:
- الاحتراس عند الوجود بالقرب من المياه. لا تسبح ولا تستقل قاربًا وتسترخي فيه بمفردك.
- ارتداء خوذة للوقاية أثناء ممارسة أنشطة مثل قيادة الدراجة أو المشاركة في إحدى الألعاب الرياضية.
- الاستحمام تحت الدش بدلاً من حوض الاستحمام ما لم يكن أحد بالقرب منك.
- تعديل الأثاث. بطِّن الزوايا الحادة أو اشتر أثاثًا بحواف دائرية واختر الكراسي التي لها ذراعان للحماية من السقوط من عليها. اختر سجادًا بسُمك كبير حتى يحميك إذا تعرضت للسقوط.
- وضع نصائح الإسعافات الأولية لنوبات الصرع في مكان يمكن رؤيتها فيه بسهولة. وسجّل فيها أي أرقام هاتفية مهمة أيضًا.
الإسعافات الأولية للنوبة
من المفيد أن تعرف ما يجب عليك فعله عند رؤية شخص تداهمه نوبة صرع. وإذا كنت عُرضة لخطر الإصابة بنوبات صرع في المستقبل، فأخبر عائلتك وأصدقاءك وزملاءك في العمل بهذه المعلومات ليكونوا على دراية بما يجب القيام به إذا تعرضت لنوبة.
لمساعدة شخص أثناء تعرضه لنوبة صرع، نفِّذ الخطوات التالية:
- حرّك الشخص المصاب بعناية ليكون على أحد جانبيه
- ضَع شيئًا ناعمًا تحت رأسه
- أرخِ الملابس الضيقة المحيطة برقبته كأزرار القميص وربطة العنق
- تجنَّب وضع أصابعك أو أي أجسام أخرى داخل فمه
- لا تحاول إيقاف حركاته أثناء النوبة
- أبعِد الأجسام الخطرة عنه إذا كان يتحرك
- ابقَ معه حتى وصول الطاقم الطبي
- راقِبه بعناية لتتمكن من إخبار الطاقم الطبي بتفاصيل ما حدث
- حدِّد وقت حدوث النوبة
- حافِظ على هدوئك
التأقلم والدعم
إذا كنت تعيش باضطراب النوبات، فقد تشعر بالقلق أو الضغط النفسي حول ما يحمله لك المستقبل. قد يؤثر الضغط النفسي على صحتك العقلية؛ لذا من المهم أن تتحدث إلى اختصاصي الرعاية الطبية حول مشاعرك، والبحث عن طرق يمكنها مساعدتك.
في المنزل
يمكن أن يقدم لك أفراد عائلتك الدعم الضروري. فأخبرهم بما تعرفه عن اضطراب نوبات الصرع. وأخبرهم بأنهم يمكنهم أن يطرحوا عليك ما شاؤوا من أسئلة وأن يصارحوك بمخاوفهم في حديثهم معك. وساعدهم على فهم الحالة عن طريق إطلاعهم على أي مواد تثقيفية أو غير ذلك من المواد التي قدمها إليك اختصاصي الرعاية الصحية.
في العمل
التق بمشرفك وتحدث معه عن اضطراب الصرع وكيفية تأثيره عليك. ناقش ما تحتاجه من مشرفك أو زملائك إذا ما أصبت بنوبة صرعية في أثناء العمل. فكّر في التحدث إلى زملائك عن الاضطرابات الصرعية التي تعانيها — بإمكانك أن توسّع نظام دعمك وأن تؤمّن لنفسك القبول والتفهّم.
لست بمفردك
تذكر، لست مضطرًا للذهاب وحدك. التواصل مع العائلة والأصدقاء. اسأل أخصائي الرعاية الصحية لديك حول مجموعات الدعم أو انضم إلى أحد مجتمعات الدعم عبر الإنترنت. لا تشعر بالخوف حيال طلب المساعدة. إن وجود نظام دعم قوي أمر مهم للتعايش مع أي حالة طبية.
الاستعداد لموعدك
في بعض الحالات، تستلزم نوبات الصرع رعاية طبية فورية، ولا يتوفر دائمًا وقت للتحضير لموعد طبي.
بينما في حالات أخرى، قد يكون أول موعد طبي لتقييم نوبات الصرع مع طبيب الأسرة. أو يمكن أن يحيلك الطبيب إلى اختصاصي، كطبيب متخصص في أمراض المخ والجهاز العصبي (طبيب أعصاب) أو طبيب أعصاب متخصص في الصرع.
للتحضير لموعدك الطبي، فكر فيما يجب القيام به للاستعداد وتفهَّم ما يجب أن تتوقعه من الطبيب.
ما يمكنك فعله
- سجّل معلومات نوبة الصرع. وتشمل تلك المعلومات الزمان والمكان والأعراض التي شعرت بها والمدة التي استمرت فيها نوبة الصرع إذا كنت على علم بهذه التفاصيل. اسأل أي شخص يمكن أن يكون قد شهد هذه النوبة، مثل أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو الزملاء في العمل، كي تتمكن من تسجيل المعلومات التي قد لا تكون على دراية بها.
- التزم بأي قيود يحددها لك الطبيب قبل الموعد الطبي. عند تحديد الموعد، اسأل عما إذا كان هناك أي شيء ينبغي أن تفعله مقدمًا لتكون على استعداد لأي اختبارات أو فحوص طبية.
- اكتب المعلومات الشخصية الأساسية مثل أي من مسببات التوتر الرئيسية أو التغيرات الحديثة في حياتك.
- أعدَّ قائمة بجميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكمِّلات الغذائية التي تتناولها بما في ذلك جرعاتها.
- اصطحب أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء لمساعدتك على تذكر كل المعلومات المقدمة خلال الموعد. ربما لا تكون على علم بكل ما يحدث لك عندما تتعرض لنوبة الصرع، ولذا قد يحتاج طبيبك إلى طرح أسئلته على شخص شهد ما حدث لك أثناءها.
- اكتب الأسئلة التي ترغب في طرحها على طبيبك. سيساعدك تحضير قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من وقتك مع طبيبك.
قد تشمل بعض الأسئلة الأساسية التي ترغب في طرحها على طبيبك بخصوص نوبات الصرع ما يلي:
- ما الذي تظن أنه يتسبب في حدوث نوبة الصرع لدي؟
- هل ينبغي أن أجري أي اختبارات؟
- ما نهج العلاج الذي توصي به؟
- ما البدائل للطريقة العلاجية الأولية التي تقترحها؟
- ما مدى احتمالية تعرضي لنوبة صرع أخرى؟
- كيف يمكن أن أتأكد من عدم إيذائي لنفسي إذا ما انتابتني نوبة صرع أخرى؟
- أنا أعاني من حالات صحية أخرى. كيف يمكنني التعامل مع هذه المشكلات معًا على النحو الأفضل؟
- هل يجب عليَّ الالتزام بأي قيود؟
- هل ينبغي عليَّ استشارة مختصٍّ؟ ما تكلفة ذلكَ، وهل سيُغطيه التأمين الخاص بي؟
- هل هناك دواء بديل مكافئ للدواء الذي وصفتَه لي؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يُمْكِنُني اصطحابها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تَنصحني بها؟
بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها لطرحها على طبيبك، لا تتردد في طرح أي أسئلة في أي وقت تشعر فيه بعدم فهمك أمرًا ما خلال موعدك مع الطبيب.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يَطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة:
- هل يمكنك وصف نوبة الصرع؟
- أين كنت وما الذي حدث قبل أن تبدأ؟
- هل شاهد أي شخص ما حدث؟
- ما الإحساس الذي تتذكره قبل النوبة؟ ما الذي حدث بعد النوبة؟
- ما الأعراض التي شعرت بها؟
- كم من الوقت استمرت النوبة؟
- هل تعرضت من قبل لنوبة صرع أو مشكلة عصبية أخرى؟
- هل يوجد أي شخص في العائلة شُخصت حالته باضطراب النوبات أو الصرع؟
- هل سافرت قريبًا خارج البلاد؟
الأطباء الذين يعالجون هذه الحالة
الأشعة
الطب النفسي وعلم النفس
جراحة الأعصاب للأطفال
جراحة الجهاز العصبي
طب الأطفال والمراهقين
طب الأعصاب
مركز الأطفال
- Cardiac Electrophysiologist
- Neurologist
- Psychologist
- Neurosurgeon