الأعراض
في معظم الحالات، تظهر علامات وأعراض داء كرابيه خلال أول شهرين إلى خمسه أشهر من حياته تسوء الحالة تدريجيًّا وتتفاقم.
الرُّضَّع
العلامات والأعراض المبكرة في خط سير المرض تتضمن الآتي:
- صعوبة التغذية
- بكاءً غير مبرر
- تهيجًا شديدًا
- حمًّى دون علامات للعدوى
- تدهورًا في الوعي
- تأخرًا في علامات التطور الرئيسية
- تقلُّصات العضلات
- فقدان السيطرة على الدماغ
- القيء المتكرر
تزداد حدة العلامات والأعراض مع تطور المرض. وقد تتضمن:
- النوبات الـمَرَضية
- فقدان قدرات التطور
- فقدان متزايد للسمع والنظر
- عضلات متجمدة ومنكمشة
- وقفة متصلبة وثابتة
- فقدان متزايد للقدرة على البلع والتنفس
الأطفال الأكبر سنًّا والبالغين
عندما يَتطور مرض كرابيه لاحقًا في الطفولة أو أثناء مرحلة البلوغ، فقد تتنوع العلامات والأعراض على نطاق واسع. وقد تتضمن:
- الفقدان التدريجي للرؤية
- صعوبة المشي (الترنح)
- التأخر في مهارات التفكير
- فقدان المهارة اليدوية
- ضعف العضلات
كقاعدة عامة، كلما صغُر العمر عند الإصابة بمرض كرابيه، اشتد المرض بشكل أسرع وزادت احتمالية أن يُفضي إلى الوفاة.
قد يشعر بعض الأشخاص الذين شُخِّصوا أثناء سن المراهقة أو مرحلة البلوغ بأعراض أقل حدة يُصاحبها ضعف العضلات بحسبانها أعراضًا أساسية. وقد لا يشعرون بقصور في مهارات التفكير.
متى تزور الطبيب؟
يمكن أن تشير مؤشرات مرض كرابيه وأعراضه المبكِّرة في مرحلة الطفولة إلى عدد متنوِّع من الأمراض أو مشاكل النمو. ولهذا، يجب تشخيص طفلك بسرعة وبدِقَّة إذا ظهرت عليه أي مؤشرات أو أعراض للمرض.
مؤشرات المرض والأعراض المرتبطة في معظم الأحيان بالأطفال الأكبر سنًّا والبالغين ليست خاصة بمرض كرابيه وهي تتطلَّب تشخيصًا مناسبًا في حينها.
الأسباب
يحدث مرض كرابيه حينما يرث الشخص نسختين من جين متغير (متحور)؛ نسخة من الأب ونسخة من الأم.
يوفر الجين نوعًا من المخطط لإنتاج البروتينات. فإذا كان هناك خطأ في هذا المخطط، فقد لا يعمل البروتين المنتَج بطريقة صحيحة. وفي حالة مرض كرابيه، يتسبب وجود نسختين من الجين المتحور في إنتاج القليل من إنزيم يسمى غالاكتوسريبروسيداز (GALC) أو عدم إنتاجه على الإطلاق.
والإنزيمات، مثل إنزيم غالاكتوسريبروسيداز (GALC)، مسؤولة عن تكسير بعض المواد المعينة في مركز إعادة تدوير الخلايا (اليحلول). وعند الإصابة بمرض كرابيه، يتسبب الإمداد الضعيف لإنزيم غالاكتوسريبروسيداز (GALC) في تراكم بعض أنواع الدهون التي تُعرف بالغالاكتوليبيدات.
تلف الخلايا العصبية
توجد الجليكوليبيدات بصورة طبيعية داخل الخلايا التي تنتج الطبقة الواقية للخلايا العصبية (الميالين) والحفاظ عليه. على الرغم من ذلك، يمكن أن يكون لدى الجليكوليبيدات الموجودة بكثرة أثر سامٍّ. يمكن أن تحفز بعض الجليكوليبيدات الخلايا المكونة للميالين لتدمير نفسها.
يُستهلك البعض الآخر من الجليكوليبيدات بواسطة خلايا آكلة للبقايا داخل الجهاز العصبي تُعرف بالخلايا الدبقية الصغيرة. وتتسبب عملية تنظيف الجليكوليبيدات الزائدة في تحويل هذه الخلايا الطبيعية والمفيدة إلى خلايا غير طبيعية وسامة تُسمَّى خلايا كروية الشكل، التي تحفز حدوث التهاب «تدمير الميالين».
يمنع الفقدان اللاحق للميالين الخلايا العصبية من إرسال الرسائل واستقبالها.
عوامل الخطر
تتسبب الطفرة الجينية المصاحبة لداء كرابيه في المرض فقط في حالة وراثة نسختين من الجين المتحور. يُسمى المرض الناتج من نسختين مُحوَّرتين بالاضطراب الصبغي الجسدي المتنحي.
إذا كان كلٌّ من الوالدين لديه نسخة واحدة من الجين المُحور، فإن فرصة إنجاب طفل معرض للإصابة بالمرض تكون كالتالي:
- فرصة بنسبة 25 بالمائة لوراثة نسختين مُحوَّرتين؛ مما يُنتج الإصابة بالمرض.
- فرصة بنسبة 50 بالمائة لوراثة نسخة واحدة مُحوَّرة؛ مما يعني أن يكون الطفل حاملًا للطفرة ولكن ليس مصابًا بالمرض نفسه.
- فرصة بنسبة 25 بالمائة لوراثة نسختين سليمتين من الجين.
الفحص الجيني
قد يكون من المهم إجراء اختبارات وراثية لمعرفة الخطر المترتِّب على إنجاب طفل مصاب بمرض كرابيه في الحالات التالية:
- إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما من حاملي طفرة جين GALC محتمَلين بسبب وجود تاريخ عائلي لمرض كرابيه، فقد تكون هناك حاجة إلى إجراء الزوجين للفحوص لمعرفة مخاطر الإصابة بالمرض في أسرتيهما.
- إذا شُخِّص أحد الأطفال على أنه مصاب بمرض كرابيه، فقد تلجأ العائلة إلى التفكير في إجراء اختبارات وراثية للتعرُّف على الأطفال الآخرين المُعرَّضين للإصابة بالمرض في مرحلة لاحقة من حياتهم.
- إذا كان الوالدان من حاملي الطفرة المثْبتين، يمكنهما أن يطلبا إجراء اختبار وراثي قبل الحمل لتحديد ما إذا كان طفلهما مُعرَّضًا للإصابة بهذا المرض أم لا.
- في حالة لجوء حاملي الطفرة المثْبتين إلى تقنية الإخصاب في المختبَر، يمكنهم أن يطلبوا إجراء اختبار وراثي للبويضات المخصبة قبل زرعها.
ينبغي التفكير بعناية في إجراء الاختبارات الوراثية. اسأل طبيبك عن خدمات الاستشارات الوراثية التي تساعدك في فَهم فوائد الاختبارات الوراثية وحدودها والآثار المترتبة عليها.
المضاعفات
قد يتم الإصابة بعدد من المضاعفات — بما في ذلك حالات العدوى والصعوبات في الجهاز التنفسي — عند الأطفال المصابين بمرض كرابيه المتقدم. في المراحل المتأخِّرة من المرض يُصاب الأطفال بالعجز، ويَلزمون الفراش، ويُصابون في النهاية بفقدان الوعي.
يُتَوَفَّى معظم الأطفال المصابين بمرض كرابيه في مرحلة الرضاعة قبل عمر سنتين، في أغلب الأحيان بسبب فشل الجهاز التنفسي أو مضاعفات عدم الحركة وانخفاض تَوَتُّر العضلات بشكل ملحوظ. قد يتسم الأطفال المصابون بهذا المرض في مرحلة الطفولة لاحقًا بارتفاع العمر المتوقَّع إلى حدٍّ ما، وعادةً ما يكون ذلك بين عامين وسبعة أعوام بعد التشخيص.
التشخيص
سيُجري الطبيب فحصًا بدنيًّا عامًّا ويقيِّم العلامات والأعراض التي قد تُشير إلى وجود مرض عصبي. يعتمد تشخيص داء كرابيه على مجموعة من الاختبارات التي قد تشمل ما يلي.
الاختبارات المعملية
سيتم إرسال عينة دم إلى المعمل لتقييم مستوى نشاط إنزيم غالاكتوسريبروسيداز (GALC) . قد يشير مستوى النشاط المنخفض للغاية أو المنعدم لإنزيم GALC إلى الإصابة بمرض كرابيه.
بالرغم من أن نتائج التحليل تساعد الطبيب في تشخيصه، فإنها لا تُقدّم دليلًا على مدى سرعة تطوُّر المرض. على سبيل المثال: لا يعني النشاط المنخفض للغاية لإنزيم GALC دائمًا أن الحالة ستتطور بسرعة.
الفحوص التصويرية
قد يطلب طبيبك فحصًا تصويريًّا أو أكثر ليتمكن من اكتشاف نقص الميالين (إزالة الميالين) في المناطق المصابة في المخ. وقد تتضمَّن ما يلي:
- أشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، وهي تقنية تستخدم موجات الراديو والمجال المغناطيسي لتكوين صورة مفصلة ثلاثية الأبعاد
- الأشعة المقطعية المحوسبة (CT)، تقنية متخصصة بأشعة أكس تنتج صورًا ثنائية الأبعاد
دراسة توصيل الأعصاب
تُقيِّم دراسة توصيل الأعصاب سرعةَ توصيل الأعصاب لإشارةٍ ما، وبالأساس مدى السرعة التي يمكنهم إرسال رسالة بها. وهناك جهاز خاص يقيس الوقت الذي تستغرقه النبضة الكهربائية للانتقال من نقطة في الجسم إلى نقطة أخرى. عندما تكون هناك إعاقة للمايلين، يصبح توصيل الأعصاب أبطأ.
الفحص الجيني
يمكن إجراء فحص جيني بعينة دم لتأكيد التشخيص. هناك أشكال متنوِّعة للطفرات الجينية التي تسبِّب داء كرابيه. قد يوفر النوع المحدَّد من التحوُّل بعض الأدلة المتعلقة بالمسار المتوقَّع للمرض.
فحص حديثي الولادة
في بعض الحالات، يُجرى فحص مرض كرابي ضمن مجموعة من التقييمات التي تُجرى لحديثي الولادة. ويقيس الفحص الأولي نشاط إنزيم غالاكتوسريبروسيداز (GALC). وإذا تبين أن نشاط الإنزيم منخفض، تُجرى فحوصات المتابعة الخاصة بإنزيم غالاكتوسريبروسيداز (GALC) وفحوصات وراثية.
يُعد إجراء فحوصات حديثي الولادة أمرًا حديثًا نسبيًّا. ولا يزال الباحثون عاكفون على العمل لفهم ما هي أفضل السبل للاستعانة بمثل هذه الفحوصات، وإلى أي مدى تسفر الفحوصات عن تشخيص دقيق وإلى أي مدى تتنبأ بمسار المرض.
تُشير الدراسات حتى الآن إلى أن تحديد علامات مرض كرابي قبل ظهور الأعراض قد يتيح لنا نافذة فريدة ننفذ منها إلى العلاج. وقد يُحسن إجراء علاجي، يُطلق عليه زراعة الخلايا الجذعية، من مسار مرض كرابي عند استخدامه في الأسابيع الأولى من حياة المولود.
العلاج
بالنسبة للرضع الذين ظهرت عليهم أعراض داء كرابيه بالفعل، لا يتوفر علاج حاليًّا يمكنه تغيير سير المرض. وبالتالي، يتركز العلاج على التحكم في الأعراض وتوفير الرعاية الداعمة. وقد تتضمن التدخلات ما يلي:
- الأدوية المضادة للاختلاج للتحكم في النوبات
- أدوية لتخفيف تشنج العضلات وتهيجها
- العلاج الطبيعي للحد من تدهور حالة توتر العضلات
- الدعم الغذائي، على سبيل المثال استخدام أنبوب لتوصيل السوائل والعناصر الغذائية إلى المعدة مباشرة (الأنبوب المعدي).
قد تتضمن التدخلات للأطفال الأكبر سنًّا والبالغين الذين لديهم أشكال أقل شدة من المرض ما يلي:
- العلاج الطبيعي للحد من تدهور حالة توتر العضلات
- العلاج المهني للتمتع بأكبر قدر من الاستقلالية في الأنشطة اليومية
زراعة الخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية المكونة للدم هي خلايا متخصِّصة يمكنها أن تتطور داخل جميع أنواع خلايا الدم المختلفة في الجسم. وهذه الخلايا الجذعية أيضًا هي مصدر للخلايا الدبقية الصغيرة وهي خلايا متخصِّصة في التخلص من البقايا التي تستقر في الجهاز العصبي. تتحوَّل الخلايا الدبقية في مرض كرابيه إلى خلايا كروية سامة.
وفي زراعة الخلايا الجذعية، تُوصَّل الخلايا الجذعية من المانح إلى مجرى دم المتلقي من خلال أنبوب يُسمَّى القسطرة الوريدية المركزية. تساعد الخلايا الجذعية المأخوذة من المانح الجسم في إنتاج الخلايا الدبقية الصغيرة السليمة التي يمكن أن تنتشر في الجهاز العصبي وتنقل إنزيمات GALC الوظيفية. قد يساعد هذا العلاج في استعادة مستوى الإنتاج العادي للميالين إلى حد ما والحفاظ عليه.
قد يحسن هذا العلاج النتائج المتحققة للأطفال الرُّضع إذا بدأ العلاج قبل بداية ظهورِ الأعراض؛ أي عندالتشخيص أثناء فحص الطفل حديث الولادة. وهناك أدلة قائمة على أن عملية زراعة الخلايا الجذعية تكون أكثر فعالية عند إجرائها قبل وصول عمر الطفل الوليد إلى أسبوعين.
وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين عولجوا قبل مرحلة ظهور الأعراض بزراعة الخلايا الجذعية قد يتباطأ تفاقم حالتهم المرضية، ويتمتعون بحياة صحية طويلة مقارنةً بالأطفال الذين لم يخضعوا لزراعة الخلايا الجذعية قبل ظهور الأعراض. ومع ذلك، فإن الرُّضَّع الذين زُرِعت لهم الخلايا الجذعية قبل ظهور الأعراض يواجهون صعوبات كبيرة في الكلام والمشي والمهارات الحركية الأخرى خلال مراحل طفولتهم.
قد يستفيد الأطفال الأكبر سنًّا والبالغون الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة لمرض كرابيه من هذا العلاج. وكما هو الحال مع الرُّضَّع، فإن حدة الأعراض في وقت زراعة الخلايا الجذعية تؤثر على نتائج العلاج.
التأقلم والدعم
تشمل المؤسسات التي تقدم الدعم، الموارد التعليمية، وفرص التواصل والخدمات للعائلات التي تتعامل مع مرض كرابيه ما يلي:
الاستعداد لموعدك
في بعض الحالات، يُشخص داء كرابيه في حديثي الولادة من خلال الفحوصات قبل ظهور الأعراض. ستبدأين المحادثات مع طبيب طفلكِ واختصاصي اضطرابات الجهاز العصبي (اختصاصي أعصاب) بمجرد تأكيد التشخيص. ومع ذلك، فإن ظهور الأعراض يُؤدِّي إلى البحث عن الأسباب المحتملة، في معظم الحالات.
زيارات صحة الطفل
من المهم أن تأخذي طفلكِ إلى كل زيارات صحة الطفل المنتظمة والمواعيد السنوية أثناء الطفولة. تُمثِّل هذه الزيارات فرصة لطبيب طفلكِ ليفحص نمو طفلكِ في مجالات رئيسية، بما في ذلك:
- النمو
- شدّ العضلات
- قوة العضلات
- التناسُق
- وضعية الجسم
- مهارات الحركة الملائمة للعمر
- القدرات الحسية - الإبصار والسمع واللمس
قد تشمَل الأسئلة التي ينبغي أن تستعدَّ للإجابة عليها أثناء الفحوصات المنتظمة ما يلي:
- ما المخاوف التي لديكَ بشأن نموِّ طفلكَ أو تطوُّره؟
- ما مدى جودة تناوُله للطعام؟
- كيف يستجيب طفلكِ للَّمس؟
- هل يحقِّق طفلك علامات بارزة معينة في النمو، مثل التقلُّب أو الاستناد إلى اليدين أو الجلوس منتصبًا أو الزحف أو السير أو الكلام؟
الإعداد لزيارة أطباء آخرين
إذا كنت تذهب لزيارة طبيبك بسبب النوبة الأخيرة من الأعراض، فسوف تبدأ على الأرجح بزيارة طبيبك العام أو طبيب الأطفال الخاص بك. وبعد إجراء التقييم الأوَّلي، قد يحيلك طبيبك إلى طبيب الأعصاب.
فكن مستعدًا للإجابة على الأسئلة التالية حول الأعراض التي تظهر عليك أو بالنيابة عن طفلك:
- ما مؤشرات المرض والأعراض التي لاحظتها؟ متى بدأت؟
- هل تغيرت هذه الأعراض أو مؤشرات المرض بمرور الوقت؟
- هل لاحظت أي تغير في انتباه طفلك؟
- هل أُصيب طفلك بالحُمّى؟
- هل لاحظت وجود سهولة استثارة غير عادية أو مفرطة؟
- هل لاحظت وجود تغيُّر في عادات الأكل؟
قد تتضمن الأسئلة المخصَّصة للأطفال الأكبر سنًّا أو البالغين ما يلي:
- هل تغير الأداء المدرسي لطفلك؟
- هل واجهت صعوبة في أداء المهام العادية أو المهام المرتبطة بالعمل؟
- هل تخضع للعلاج أنت أو طفلك من حالات طبية أخرى؟
- هل بدأت أنت أو طفلك مؤخرًا تناول دواء جديد؟