الأعراض
غالبًا ما يكون ظهور مؤشرات تفاعل ألفا-غال التحسسي وأعراضها متأخرًا مقارنة بأنواع حساسيات الطعام الأخرى. فمعظم التفاعلات مع مسببات حساسية الطعام الشائعة — مثل الفول السوداني أو الأسماك القشرية — في خلال دقائق قليلة من تناوُلها. أما في متلازمة ألفا-غال، فإن هذه التفاعلات لا تظهر إلا بعد تناولها بفترة تتراوح بين ثلاث وست ساعات. يمكن أن تتسبب اللحوم الحمراء مثل لحم البقر أو الخنزير أو الضأن؛ ولحوم الأحشاء الداخلية، والمنتجات المصنوعة من الحيوانات الثديِيّة، مثل الجيلاتين أو منتجات الألبان في حدوث تفاعل ما.
وقد تشمل مؤشرات متلازمة ألفا-غال وأعراضها ما يلي:
- طفح جلدي أو حكة أو ظهور قشرة جلدية مثيرة للحكة (إكزيما)
- تورُّم الشفتين أو الوجه أو اللسان والحلق أو أجزاء أخرى من الجسم
- أزيز أو ضيق التنفس
- سيلان الأنف
- ألم في المعدة أو إسهال أو غثيان أو قيء
- العطاس
- حالات الصداع
- تفاعل تحسُّسي شديد قد يشكّل خطرًا على الحياة بإعاقته التنفس (التَّأَق)
يعتقد الأطباء أن التأخر بين تناول اللحوم الحمراء وظهور التفاعل التحسسي هو أحد أسباب عدم التنبّه لهذه المتلازمة حتى وقتٍ قريب. فلم يكن من الواضح على الإطلاق وجود علاقة محتملة بين تناول شرائح لحم على العشاء وظهور طفح الجلدي في منتصف الليل.
متى تزور الطبيب
زر طبيبك الأساسي أو الطبيب المتخصص في تشخيص وعلاج الأرجيّات (اختصاصي الحساسية) إذا كنت تعاني من أعراض حساسية الطعام بعد الأكل، حتى لو بعد الأكل بعدة ساعات. لا تستبعد أن يكون اللحم الأحمر سببا محتملا لرد الفعل التحسسي لديك، خاصة إذا كنت تعيش أو تقضي وقتا في العراء في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، أو في أجزاء أخرى من العالم تُعرف بوجود متلازمة ألفا-غال.
اطلب علاج الطوارئ فورًا إذا ظهرت عليك أعراض أو علامات التَّأَق، مثل:
- صعوبة في التنفس
- سرعة وضعف النبض
- الدوخة أو الدوار
- سيلان اللعاب أو عدم القدرة على البلع
- احمرار وسخونة الجسد بالكامل
الأسباب
تتسبب لدغة قراد ليغموش الأمريكي (لون ستار) في معظم الأحيان في الإصابة بهذه الحالة في الولايات المتحدة، ويمكن أن تُسبب لدغات الأنواع الأخرى الحالة المرضية نفسها في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وآسيا.
لدغات القرادة
يُعتقد أن القُرادة التي تسبب متلازمة ألفا-غال تحمل جزيئات ألفا-غال مصدرها دم الحيوانات التي تلدغها عادة، مثل البقر والخراف. وعندما تلدغ القُرادة الحاملة للمرض إنسانًا، فإنها تحقن الألفا-غال في جسمه.
ولأسباب غير معروفة، بعض الأشخاص لديهم استجابة مناعية قوية ضد هذه الجزيئات، لدرجة أنه لا يعود بإمكانهم أكل اللحم الأحمر أو المنتجات المصنعة من الثدييات دون ظهور ردود فعل تحسسية تتراوح بين المتوسطة إلى الحادة. قد تتطور لدى الأشخاص الذين يتعرضون للدغات القُراد بشكل متكرر بمرور الوقت أعراض أكثر حدة.
عقار السرطان سيتوكسيماب
قد يُصاب من لديهم أجسام مضادة مرتبطة بمتلازمة ألفا-غال بِردّ فعل تحسُّسي تجاه عقار السرطان سيتوكسيماب (إربيتوكس). يكثر انتشار الحالات المتأثرة بعقار سيتوكسيماب المرتبط بهذه المتلازمة في المناطق التي يكثر فيها استيطان قُراد لون ستار (اليغموش الأمريكي)، مما يُشير إلى وجود صلة بين لدغات اليغموش الأمريكي وارتفاع مخاطر التعرض لمتلازمة ألفا-غال. يَلزم إجراء مزيد من البحوث لفهم الصلة بين القراد الذي يحمل ألفا-غال في بعض المناطق وحالات متلازمة ألفا-غال التي لا يبدو أنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بلدغات القراد.
يعتقد الباحثون أن تأخر رد الفعل التحسسي لمتلازمة ألفا-غال ناتج عن أن جزيئات ألفا-غال تستغرق وقتًا أطول من مسببات الحساسية الأخرى ليتم هضمها ودخولها للدورة الدموية.
عوامل الخطر
لا يعرف الأطباء سببًا حتى الآن وراء إصابة بعض الأشخاص بمتلازمة ألفا-غال (حساسية من اللحوم الحمراء) بعد التعرض لمثيراتها بينما لا يصاب آخرون. غالبًا ما تحدث هذه الحالة في الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية وأجزاء من نيويورك، ونيوجيرزي، ونيو إنجلاند. ستواجه خطرًا أكبر إذا كنت تعيش في هذه المناطق أو تقضي بعض الوقت فيها وانطبقت عليك الحالات التالية:
- قضاء الكثير من الوقت في الخارج
- إذا كنت قد تعرضت عدة مرات فيما مضى للدغات قُراد لون ستار (اليغموش الأمريكي)
- لديك اضطراب في الخَلاَيا البَدينَة مثل كثرة الخلايا البدينة المجموعية البليدة
خلال الأعوام العشرين أو الثلاثين الماضية، تبيَّن إصابة أعداد كبيرة بلدغة قُراد لون ستار في أقصى الشمال في ماين وفي أقصى الغرب في وسط تكساس وأوكلاهوما في الولايات المتحدة الأمريكية.
يمكن حدوث متلازمة ألفا-غال (حساسية من اللحوم الحمراء) في مناطق أخرى من العالم مثل أوروبا، وأستراليا، وأجزاء من آسيا حيث يبدو أيضًا أن أنواعاً معينة من القُراد تُزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة.
المضاعفات
يمكن أن تسبب متلازمة ألفا-غال الحساسية المفرطة الناتجة عن الطعام، وهي حالة طبية طارئة تتطلب العلاج بحقن إبينيفرين (أدرينالين) (إبيبين وأوفي-مكيو وغيرهما) والذهاب إلى غرفة الطوارئ.
وقد تتضمن مؤشرات وأعراض مرض التَّأَق (الحساسية المفرطة) ما يلي:
- انقباض مجاري الهواء
- تورم الحلق الذي يجعل التنفس صعبًا
- هبوط حاد في ضغط الدم (صدمة)
- سرعة النبض
- دُّوَار أو دوخة أو فقدان للوعي
ويعتقد الأطباء الآن - بناءً على أحدث الأبحاث - أن بعض الأشخاص المصابين بالحساسية المفرطة المتكررة ومجهولة السبب قد يكونون مصابين بمتلازمة ألفا-غال لم يتم تشخيصها بعد.
الوقاية
أفضل طريقة لتجنب الإصابة بمتلازمة ألفا-غال هي تجنب المناطق التي يستوطنها القُراد، لا سيما المناطق المليئة بالأشجار الكثيفة والأعشاب الطويلة. يمكنك تقليل خطر الإصابة بمتلازمة ألفا-غال عبر أخذ بعض الاحتياطات البسيطة:
- غطِّ جسمك جيدًا. احرص أثناء وجودك في المناطق المشجرة أو العشبية على ارتداء حذاء وسروال طويل مدسوسًا في جواربك وقميصًا بأكمامٍ طويلة وقبعة وقفازات. حاول أن تلتزم بمسارات السير وتجنب المشي بين الشجيرات القصيرة والأعشاب الطويلة. وأبقِ كلبك في قيده.
- استخدم طارد الحشرات. استخدم طارد حشرات بتركيز 20٪ أو أعلى من ثنائي إيثيل تولواميد (ديت - DEET) على جلدك. يجب على الآباء وضع طارد الحشرات على جسم أطفالهم مع تجنب ملامسته لليدين والعينين والفم. تذكر أن المواد الطاردة الكيميائية قد تكون سامة، لذلك اتبع التعليمات بعناية. استخدم المنتجات التي تحتوي على مادة بيرمثرين فوق الملابس أو اشترِ الملابس المعالجة مسبقًا.
- ابذل قصارى جهدك لوقاية فناء منزلك من القُراد. نظِّف الشجيرات وأوراق الشجر التي يعيش فيها القُراد. ضع أكوام الحطب في مناطق جيدة التعرُّض للشمس.
- تأكد من خلو جسدك أنت وأطفالك وحيواناتك الأليفة من القُراد. كن يقظًا خاصة بعد قضاء الوقت في المناطق المشجرة أو العشبية.
- من المفيد الاستحمام بمجرد العودة إلى المنزل. عادةً ما يبقى القُراد على الجلد لساعات قبل أن يلتصق به. لذا قد يؤدي الاستحمام واستخدام المنشفة إلى إزالة القُراد غير الملتصق بالجلد.
- أزل القُراد بالملقط في أسرع وقت ممكن. أمسك القُراد بلطف بالقرب من رأسه أو فمه. لا تضغط على القُراد أو تسحقه، ولكن اسحبه بحذر وثبات. بمجرد إزالة القُراد بالكامل، تخلص منه وضع مطهرًا على منطقة اللدغة.
التشخيص
يستطيع الأطباء تشخيص متلازمة ألفا-غال بالاطلاع على تاريخك الشخصي مع إجراء فحوصات طبية معينة.
من المرجح أن يبدأ الطبيب بسؤالك عمَّا إذا كنت قد تعرضت للدغات القُراد أم لا، وعن مؤشرات المرض والأعراض، وعن المدة التي استغرقها ظهور الأعراض عقب تناولك للحوم الحمراء أو غيرها من منتجات الثدييات. وقد يجري الطبيب أيضًا فحصًا جسديًا.
وقد تتضمن الفحوصات الإضافية المستخدمة لتقييم متلازمة ألفا-غال ما يلي:
- تحليل الدم. بإمكان فحص الدم التحقق من وجود أضداد ألفا-غال في مجرى الدم وقياس كمّيتها. وهذا هو أهم فحص لتشخيص متلازمة ألفا-غال.
- اختبار الجلد. ينخز الأطباء الجلد ويُعرِّضونه لكميات قليلة من المواد المستخرجة من لحوم حمراء مُجهَّزة للبيع في الأسواق أو طازجة. إذا كانت لديك حساسية، فسيظهر نتوء بارز (طفح) في مكان الفحص على جلدك. وقد يجري الطبيب أو طبيب الأرجيات (الحساسية) أيضًا فحصًا لجلدك للكشف عن التفاعل التحسّسي تجاه أنواع محددة من اللحوم الحمراء، نظرًا إلى وجود أنواع مختلفة من الحساسية تجاه اللحوم.
العلاج
يتضمن علاج متلازمة ألفا-غال - كما الحال مع الحساسية من أي طعام - تجنب الأطعمة التي تسبب رد فعل تحسسي. تحقق دائمًا من ملصقات المكونات الموجودة على الأطعمة التي تباع في المتاجر للتأكد من عدم احتوائها على اللحم الأحمر أو مكونات مشتقة من اللحم مثل لحم البقر أو لحم الخنزير أو لحم الضأن أو لحوم الأحشاء الداخلية أو الجيلاتين. افحص مكعبات الحساء وعبوات المَرَق ومكونات النكهات في المنتجات المعبأة مسبقًا. اطلب من طبيبك أو طبيب الأرجيّات (الحساسية) تزويدك بقائمة الأطعمة الواجب تجنبها، بما في ذلك مشتقات اللحوم المستخدمة في النكهات. فبعض المكونات تحمل أسماء تجعل من الصعب معرفة أنها مشتقة من اللحوم.
توخَّ المزيد من الحذر عند تناول الطعام في المطاعم واللقاءات الاجتماعية. لا يُدرك العديد من الأشخاص مدى خطورة رد الفعل التحسسي تجاه الطعام، وقليلون فقط مَن يعلمون بوجود حساسية تجاه اللحم. بل إن حتى تناول قدر بسيط من اللحم قد يسبب رد فعل تحسسي حاد.
إذا ساورك قلق من احتمالية احتواء الطعام على مكوّن قد تكون حساسًا تجاهه، فلا تجرّبه. اذهب إلى المناسبات الاجتماعية مستعدًا حتى تتجنب خطر التعرض للإصابة. فمثلاً عند حضورك حفل يُعدّ الضيوف فيه الطعام على سطح طبخ مشترك، اجلب معك طعامك الخاص سابق التجهيز.
وعند حدوث رد فعل تحسُّسي حاد، فقد تحتاج إلى حقن طارئ بمادة الإبينيفرين (الأدرينالين) والتوجه إلى غرفة الطوارئ. يحمل العديد من الأشخاص ذوي الحساسية حاقِنًا ذاتيًا يحتوي على الإبينيفرين (الأدرينالين) مثل (EpiPen، وAuvi-Q، وغير ذلك). يتكون هذا الجهاز من حاقن وإبرة مَخفيّة تحقن جرعة علاجية واحدة عند ضغطها على الفخذ. بمجرد أن يتم تشخيص إصابتك بمتلازمة ألفا-غال، من المحتمل أن يصف لك طبيبك أو طبيب الأرجيّات (الحساسية) حاقِن الإبينيفرين (الأدرينالين) الذاتي.
قد تخفّ أعراض متلازمة ألفا-غال أو تختفي مع مرور الوقت إذا لم تُصب بالمزيد من لدغات القُراد الحامل للألفا-غال. وقد تمكّن بعض المصابين بهذه الحالة من تناول اللحم الأحمر وغيره من المنتجات المشتقة من الحيوانات الثَديِيّة مرة أخرى بعد عام أو عامين دون التعرض لمزيد من اللدغات.
التحضير من أجل موعدك
من الأفضل الاستعداد جيدًا لموعدك الطبي لتحقيق أقصى استفادة منه. إليك بعض المعلومات التي ستساعدك على التأهب لموعدك الطبي، ومعرفة ما تتوقعه من طبيبك.
- وصف أعراضك. كن على استعداد لإخبار طبيبك بما حدث بعد أن تناولت اللحم الأحمر، بما في ذلك الوقت الذي مرّ قبل حدوث رد الفعل. كن على استعداد لوصف نوع اللحوم الحمراء إضافة إلى الكمية التي تناولتها منها.
- سوابق تعرّضك الفعلي أو المحتمل للدغات القُراد. قد يحتاج طبيبك إلى معرفة المكان المفتوح الذي قضيت وقتك فيه، ومدى تكرار ذلك، إضافة إلى عدد لدغات القُراد التي تعلم أنك تعرّضت لها.
- جهز قائمة بجميع الأدوية التي تتناولها. وأضف إلى القائمة الفيتامينات أو المكملات الغذائية.
- اصطحب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء معك، إن أمكن. فقد يكون من الصعب في بعض الأحيان تذكُّر المعلومات التي تتلقاها خلال الموعد الطبي. وقد يتذكر من يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
- دوِّن أي أسئلة لديك.
قد تشمل بعض الأسئلة الأساسية التي ترغب في طرحها على طبيبك ما يلي:
- هل من الراجح أن تكون حساسية اللحم الأحمر سبب الأعراض التي أشعر بها؟
- ما الذي قد يكون سببًا محتملًا أيضًا للأعراض التي أشعر بها؟
- ما الفحوص التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما العلاج الأفضل؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًا؟
- هل هناك دواء بديل من نفس نوعية الدواء الذي تصفه لي؟
- هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
- هل يجب أن أحمل حاقن الإبينيفرين (الأدرينالين) الذاتي طوال الوقت؟
ما الذي يمكن أن تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يَطرح عليك طبيبك عدداً من الأسئلة، بما في ذلك:
- متى بدأت تلاحظ الأعراض؟
- ما نوع ومقدار اللحم الذي تناولته قبل ظهور الأعراض لديك؟
- بعد تناول اللحوم الحمراء، ما الوقت الذي استغرقته الأعراض لتظهر؟
- هل تقضي حاليًا أو قضيت في الماضي وقتًا في الخارج في مناطق موبوءة بالقراد؟
- هل لدغتك قرادة من قبل؟ كم عدد المرات؟ كيف كان شكل ذلك القُراد؟
- هل جرّبت أيًا من أدوية الحساسية المتوفرة بدون وصفة طبية مثل مضادات الهيستامين؟ إذا كانت الإجابة نعم، فهل كانت فعالة؟
- هل يبدو أن اللحوم الحمراء فقط هي التي تحفز رد الفعل التحسسي لديك أم أن هناك أطعمة أخرى أيضًا؟
- ما هي درجة شدة الأعراض لديك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما الذي يزيد حِدّة أعراضك، إن وُجد؟
ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء
إذا كنت تشك في إصابتك بمتلازمة ألفا-غال، تجنب أكل اللحم الأحمر حتى يحين موعدك مع الطبيب. إذا كنت تعاني من ردة فعلة تحسّسية شديدة، فاطلب مساعدة الطوارئ.