الأعراض
حمى الوادي هي الشكل الأوّلي لعدوى الفطار الكرواني. ويمكن أن يتطور هذا الاعتلال الحاد الأوّلي إلى مرض أكثر خطورة، بما في ذلك الإصابة بالفطار الكرواني المزمن والمنتشر.
الفطار الكرواني الحاد (حُمّى الوادي)
الشكل الأولي أو الحاد من الفطار الكرواني يكون عادة معتدلاً ومصحوبًا بأعراض بسيطة أو بدون أعراض. تحدث المؤشرات والأعراض بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التعرض للعدوى. وتميل إلى أن تكون مشابهة لأعراض الإنفلونزا. يمكن أن تتراوح الأعراض ما بين بسيطة إلى شديدة، بما في ذلك:
- الحُمّى
- السعال
- الشعور بالتعب
- ضيق النفس
- الصداع
- القشعريرة
- التعرّق الليلي
- آلام المفاصل ووجع العضلات
- طفح جلدي في شكل بقع حمراء، خاصة في أسفل الساقين ولكن في بعض الأحيان على الصدر والذراعين والظهر
إذا لم تمرض أو لم تظهر عليك أعراض من حُمّى الوادي، فقد تكتشف أنك مصاب بالعَدوى لاحقًا. قد تكتشف ذلك عندما يكون لديك فحص إيجابي للجلد أو الدم أو عندما تظهر مناطق صغيرة من العَدوى المتبقية في الرئتين (العقيدات) في الأشعة السينية الروتينية للصدر. على الرغم من أن العقيدات لا تسبب مشكلات عادةً، فإنها يمكن أن تشبه السرطان في الأشعة السينية.
إذا ظهرت عليك أعراض، وخاصة الشديدة منها، يكون مسار المرض متغيرًا بدرجة كبيرة. علمًا بأن التعافي الكامل قد يستغرق شهورًا. ويمكن أن يستمر الإرهاق وآلام المفاصل لفترة أطول. تعتمد شدة المرض على عدة عوامل، من ضمنها صحتك العامة وعدد أبواغ الفطريات التي تستنشقها.
الفطار الكرواني المزمن
إذا لم تُشفَ العَدوى الأولية من الفطار الكرواني تمامًا، فقد تتطور إلى نوع مزمن من التهاب الرئة. هذه المضاعفات هي الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بضعف الجهاز المناعي.
تتضمن الأعراض ومؤشرات المرض ما يلي:
- حمى خفيفة
- فقدان الوزن
- السعال
- ألم في الصدر
- بلغم مخلوط بالدم (مادة تخرج أثناء السعال)
- عقيدات في الرئتين
الفطار الكرواني المنتشر
يعد الفطار الكرواني المنتشر أخطر شكل من أشكال المرض غير شائع. ويحدث عندما تنتشر العدوى خارج الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم. وغالبًا ما تشمل هذه الأجزاء الجلد والعظام والكبد والدماغ والقلب والأغشية التي تحمي الدماغ والحبل النخاعي (السحايا).
تختلف مؤشرات وأعراض المرض المنتشر بحسب الأعضاء المصابة من جسمك، وقد تشمل:
- العقيدات والقرح والآفات الجلدية الأكثر خطورة من الطفح الجلدي الذي يحدث أحيانًا مع أشكال أخرى من المرض
- آفات مؤلمة في الجمجمة أو العمود الفقري أو عظام أخرى
- تورمًا مؤلمًا في المفاصل، خاصة في الركبتين أو الكاحلين
- التهاب السحايا - عدوى في الأغشية والسائل المحيط بالدماغ والحبل النخاعي
متى يجب زيارة الطبيب
اطلب الرعاية الطبية إذا كان عمرك يزيد عن 60 عامًا أو كان جهازك المناعي ضعيفًا، أو إذا كنتِ سيدة حاملاً أو منحدرة من أصول فلبينية أو إفريقية، وتظهر عليك مؤشرات مرض حُمَّى الوادي وأعراضها، خاصة إذا كنت:
- تعيش في منطقة يشيع فيها هذا المرض أو سافرت إليها مؤخرًا
- تشعر بأعراض لا تتحسن
تأكد من إخبار طبيبك إذا كنت قد سافرت إلى مكان تشيع فيه حُمَّى الوادي وظهرت عليك أعراضها.
الأسباب
تنجم حُمّى الوادي عن استنشاق الشخص لأبواغ بعض الفطريات. وتعيش الفطريات التي تسبب حُمّى الوادي - الكروانية اللدودة أو الكروانية البوساداسية - في التربة في أجزاء من أريزونا ونيفادا ويوتا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا وتكساس وواشنطن. وقد تمت تسمية هذا المرض على اسم وادي سان جواكين في كاليفورنيا. ويمكن أيضًا العثور على هذه الفطريات في الغالب في شمال المكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية.
ومثل العديد من الفطريات الأخرى، فإن أنواع الكروانية لها دورة حياة معقدة. فهي تنمو في التربة كعفن ذي خيوط طويلة تنقسم إلى أبواغ محمولة جوًا عند تقليب التربة أو تحريكها. ويمكن حينها أن يستنشق الشخص الأبواغ.
والأبواغ صغيرة للغاية، ويمكن أن تحملها الرياح لمسافات بعيدة. وبمجرد دخول الأبواغ إلى الرئتين، فهي تتكاثر، وتواصل دورة المرض.
عوامل الخطر
من عوامل خطر الإصابة بحمى الوادي:
-
التعرض البيئي. أي شخص يستنشق الجراثيم التي تسبب حمى الوادي هو شخص معرَّض لخطر الإصابة بالعدوى. وتزداد احتمالية الإصابة بين الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يكثر انتشار الفطريات فيها، لا سيما أولئك الذين يقضون الكثير من الوقت في الهواء الطلق.
أما الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة فهُم العاملين في وظائف تُعرضهم للأتربة باستمرار مثل عمال مشاريع البناء وتشييد الطرق والعمال الزراعيين والعاملين في تربية الماشية وعلماء الآثار والعسكريين في التدريبات الميدانية.
- العِرق. لأسباب غير مفهومة جيدًا، يكون الأشخاص ذوو الأصول الفلبينية والأفريقية أكثر عرضة للإصابة بعدوى فطرية خطيرة.
- الحمل. تكون النساء الحوامل عرضة للإصابة بعدوى أكثر خطورة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. وتصبح الأمهات الجدد عرضة للإصابة بعد الولادة مباشرة.
- ضعف الجهاز المناعي. يكون أي شخص لديه ضعف في الجهاز المناعي معرضًا بشكل أكبر لاحتمالية الإصابة بالمضاعفات الخطيرة. ومنهم الأشخاص المصابون بالإيدز أو الذين يعالجون بالستيرويدات والعلاج الكيميائي والأدوية المضادة لرفض العضو بعد عملية زرع الأعضاء. كذلك فإن الأشخاص المصابون ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو داء كرون، الذين يعالجون بأدوية عامل النخر المضادة للورم (TNF) هم أيضًا معرضون بشكل متزايد للإصابة.
- السكري. قد يكون الأشخاص المصابون بالسكري أكثر عرضة للإصابة بحالات عدوى الرئة الحادة.
- العمر. تزيد احتمالية تعرض كبار السن للإصابة بحُمى الوادي. وقد يرجع سبب ذلك إلى تراجع فوة أجهزتهم المناعية، أو لأن لديهم مشكلات طبية أخرى تؤثر على حالتهم الصحية العامة.
المضاعفات
بعض الأشخاص، لا سيما النساء الحوامل، والأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي - مثل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) - والأشخاص من أصول فلبينية أو إفريقية أكثر عرضة للإصابة بأخطر أشكال مرض الفطار الكرواني.
وقد تتضمن مضاعفات الإصابة بمرض الفطار الكرواني ما يلي:
- التهاب الرئة الحاد. يتعافى معظم الأشخاص من التهاب الرئة المرتبط بمرض الفطار الكرواني دون أي مضاعفات. بينما يُمكن أن يُصبح آخرون، وخاصة ذوي الأصول الفلبينية وذوي الأصول الإفريقية ومن لديهم ضعف في الجهاز المناعي، في حالة مرضية خطيرة.
- تمزّق عقيدات الرئة. تتكون لدى نسبة بسيطة من الأشخاص عقيدات رقيقة الجدران (تجاويف) في الرئتين. وتختفي العديد من هذه التجاويف في النهاية دون أن تتسبب في أية مشكلات، ولكن البعض منها قد يتمزق مسببًا ألمًا في الصدر وصعوبة في التنفس. وقد تتطلب عقيدات الرئة الممزقة وضع أنبوب في الحيز الموجود حول الرئتين لإزالة الهواء، أو قد يَتطلب إجراء جراحة لإصلاح الضرر.
- المرض المنتشر. هذا هو أخطر مضاعفات مرض الفطار الكرواني، إلا أنه غير شائع. فإذا انتشر الفطر في جميع أجزاء الجسم، فقد يتسبب ذلك في مشاكل تشمل قرحات الجلد والخراجات وآفات العظام وآلام المفاصل الحادة والتهابات القلب ومشاكل الجهاز البولي والتهاب السحايا - وهي عدوى مميتة على نحو محتمل تُصيب الأغشية والسائل الذي يُغطي الدماغ والحبل النخاعي.
الوقاية
ولا يوجد لقاح يمنع الإصابة بحُمّى الوادي.
إذا كنت تعيش في مناطق تنتشر فيها حُمّى الوادي أو تزورها، فيتعيّن عليك اتخاذ الاحتياطات البديهية، خاصةً خلال أشهر الصيف عندما تكون فرصة العَدوى أعلى.
انتبه لهذه النصائح:
- ارتدِ كمامة.
- تجنّب المناطق شديدة الغبار، مثل مواقع البناء.
- ابقَ في الداخل في أثناء العواصف الترابية.
- بلّل التربة قبل الحفر فيها أو تجنب التربة إذا كنت مُعرضًا لخطر أكبر للإصابة بالعدوى.
- حافظ على إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام.
- نظف إصابات الجلد بالماء والصابون.
التشخيص
لتشخيص الإصابة بحمى الوادي، قد يقوم الطبيب المعالج لك بتقييم تاريخك الطبي ومراجعة العلامات والأعراض. يصعب تشخيص الإصابة بحمى الوادي بناءً على العلامات والأعراض، لأن الأعراض عادةً ما تكون غامضة ومماثلة لتلك التي تحدث في أمراض أخرى. حتى تصوير الصدر بالأشعة السينية لا يمكن أن يساعد الأطباء في التمييز بين حُمّى الوادي وأمراض الرئة الأخرى.
لتشخيص حُمّى الوادي، قد يطلب الأطباء إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية:
- لطخة أو مزرعة البلغم. تقوم هذه الاختبارات بفحص عينة من المادة التي يتم إفرازها أثناء السعال (البلغم) بحثًا عن وجود الكائنات الكروانية.
- اختبارات الدم. من خلال فحص الدم، يمكن للطبيب المعالج لك التحقق من وجود أجسام مضادة للفطر الذي يسبب حُمّى الوادي.
إذا اعتقد الأطباء أنك قد تكون مصابًا بالتهاب الرئة المرتبط بحُمّى الوادي، فقد يطلبون أيضًا اختبارات التصوير، مثل التصوير بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية على الصدر.
وإذا لزم الأمر، يمكن للأطباء أخذ عينة من الأنسجة من الرئتين للاختبار.
في بعض الحالات، قد يقوم الأطباء بإجراء أحد اختبارات الجلد لاكتشاف ما إذا كنت قد أُصبت بحُمّى الوادي في الماضي وتكونت لديك مناعة ضده أم لا.
العلاج
عادةً ما تتضمن حُمّى الوادي رعاية داعمة وفي بعض الأحيان أدوية.
الراحة
لا يحتاج مُعظم الأشخاص الذين يعانون من حُمّى الوادي الحادة إلى علاج. وحتى عندما تكون الأعراض حادةً، فإن أفضل علاج للبالغين الأصحاء هو الراحة في الفراش وشرب السوائل. ولا يزال الأطباء يراقبون بعناية الأشخاص المصابين بحمى الوادي.
الأدوية المضادة للفطريات
إذا لم تتحسَّن الأعراض أو ازدادت سوءًا أو كنت عُرضة لحدوث مضاعفات محتملة، فقد يصف لك الطبيب دواءً مضادًا للفطريات، مثل فلوكونازول. كما تستخدم الأدوية المضادة للفطريات للأشخاص المصابين بمرض مزمن أو منتشر.
تُستخدم العقاقير المضادة للفطريات مثل فلوكونازول (ديفلوكان) أو إيتراكونازول (سبورانوكس، أونميل، تولسورا) عمومًا لعلاج جميع الحالات، باستثناء أخطر أشكال مرض الفطار الكرواني.
فجميع مضادات الفطريات قد يكون لها آثار جانبية خطيرة. لكن عادة ما تختفي هذه الآثار الجانبية بمجرد توقُّف الدواء. تشتمل الآثار الجانبية المحتملة لدواء فلوكونازول وإيتراكونازول على الغثيان والقيء وآلام المعدة والإسهال.
ويمكن علاج العدوى الأكثر خطورة في البداية بدواء مضاد للفطريات في الوريد مثل أمفوتيراسين B (أبليست أو أبيسوم أو أدوية أخرى).
يمكن أيضًا استخدام ثلاثة أدوية جديدة - فوريكونازول (فيفند)، بوساكونازول (نوكسافيل) إيزافوكونازونيوم سلفات (كريسيمبا) - لعلاج العَدوى الأكثر خطورة.
ويُشار إلى أن مضادات الفطريات تعمل على الحد من الفطريات، لكن في بعض الأحيان لا تدمِّرُها تمامًا، ومن ها قد تحدث الانتكاسات. وبالنسبة إلى معظم الأشخاص، تؤدي الإصابة بنوبة واحدة من حُمّى الوادي إلى اكتساب مناعة ضدها مدى الحياة. ولكن يمكن أن ينشط المرض مرة أخرى أو أن تصاب بالعَدوى مرة أخرى إذا ضعف نظام المناعة لديك بشكل كبير.
الاستعداد لموعدك
حدد موعدًا طبيًا مع طبيبك إذا ظهرت عليك مؤشرات مرض أو أعراض حُمّى الوادي وكنت في منطقة تنتشر فيها هذه الحالة أو عدت منها مؤخرًا.
إليكَ بعض المعلومات لمساعدتكَ على الاستعداد لموعدكَ، ومعرفة ما يُمكن توقُّعه من طبيبك.
معلومات يجب جمعها مقدَّمًا
- محاذير ما قبل الموعد الطبي. اسأل عند حجز موعد الفحص عن أي قيود يلزم اتباعها قبل زيارتك.
- سجل الأعراض. دوِّن أيّ أعراض شعرت لديك مع ذكر مدة شعورك بها.
- آخر مرة تعرضت فيها لمصادر العَدوى المحتملة. بوجه خاص، سيرغب طبيبك في معرفة ما إذا كنت قد سافرت مؤخرًا أم لا، ومعرفة المكان الذي سافرت إليه.
- التاريخ الطبي. أعِّد قائمة بمعلوماتك الطبية الأساسية، بما فيها الحالات المرضية الأخرى التي تتعالج منها في الوقت الراهن وأي أدوية أو فيتامينات أو مكملات غذائية تتناولها حاليًّا.
- الأسئلة التي تريد طرحها على طبيبك. دوِّن أسئلتك مسبقًا، بحيث يمكنك الاستفادة من وقتك مع طبيبك قدر الإمكان.
تقترح القائمة الواردة أدناه أسئلة يجب طرحها على الطبيب المعالج لك حول حمى الوادي. لا تتردَّد في طرح المزيد من الأسئلة أثناء موعدك الطبي.
- ما أكثر الأسباب احتمالًا لإصابتي بهذه الأعراض؟
- ما أنواع الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما نهج العلاج الذي توصي به، إن وُجد؟
- لديَّ تلك الحالات المرضية الأخرى. كيف يمكنني إدارة تلك الحالات معًا بأفضل طريقة ممكنة؟
- إذا كنتَ توصي بأدوية، فهل لها أي آثار جانبية محتمَلة؟
- ما المدة التي تتوقع أن يستغرقها الشفاء التام، وهل سأحتاج إلى موعد متابعة؟
- هل أنا مُعرض لخطر الإصابة بأي من المضاعفات على المدى الطويل بسبب هذه الحالة المرضية؟
ما المُتوقع من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليكَ طبيبكَ عددًا من الأسئلة. ربما يوفر الاستعداد للإجابة عنها بعض الوقت لمناقشة أي نقاط قد ترغب في التحدث عنها باستفاضة. قد يطرح عليك طبيبك الأسئلة التالية:
- ما الأعراض التي تشعرين بها؟
- متى بدأت تشعرين بالأعراض لأول مرة؟
- هل تفاقمت الأعراض مع مرور الوقت؟
- هل سافرت مؤخرًا؟ متى سافرت؟ وإلى أين؟
- هل يتضمن عملك أو أنشطتك الترفيهية قضاء الوقت في أماكن مفتوحة معرضة للغبار؟
- هل أنتِ حامل؟
- هل سبق أن شُخصت إصابتك بأي حالة طبية أخرى؟
- هل تَتناولين حاليًا أي أدوية سواء من الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية أو المتاحة دون وصفة طبيةوأي فيتامينات أو مكملات غذائية؟
الأقسام التي تعالج هذه الحالة
الأمراض المُعدية
- Infectious Disease Specialist