الأعراض
تتطور مؤشرات مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي وأعراضه ببطء. وقد لا تلاحظها لأشهر أو حتى سنوات. ومع تطور المرض، تتفاقم الأعراض.
تتضمَّن مؤشرات مرض فرط ضغط الدم الرئوي وأعراضه ما يلي:
- ضيق النَفَس، في بادئ الأمر أثناء ممارسة التمارين، وفي نهاية المطاف أثناء الراحة
- الإرهاق
- دوخة أو نوبات إغماء (غشيان)
- ضغط أو ألم في الصدر
- تورم (وذمة) في الكاحلين والساقين، ثم في البطن (الاستسقاء) في نهاية المطاف
- لون مائل للزرقة للشفاه والجلد (الزُراق)
- ضربات قلب سريعة أو متذبذبة أو قوية (خفقان القلب)
الأسباب
يحتوي القلب الطبيعي على غرفتين علويتين (الأذينين) وغرفتين سفليتين (البطينين). وفي كل مرة يتدفق فيها الدم عبر القلب، تضخ الغرفة السفلية اليمنى (البطين الأيمن) الدم إلى الرئتين من خلال وعاء دموي كبير (الشريان الرئوي).
يتخلص الدم في الرئتين من ثاني أكسيد الكربون ويمتص الأكسجين. ويتدفق الدم عادة بسهولة عبر الأوعية الدموية في الرئتين (الشرايين الرئوية والشعيرات الدموية والأوردة) إلى الجانب الأيسر من القلب.
لكن بعض التغيرات في الخلايا التي تبطن الشرايين الرئوية يمكنها أن تتسبب في تيبُّس جدران الشرايين وتورّمها وزيادة سمكها. وقد تؤدي تلك التغيرات إلى إبطاء تدفق الدم عبر الرئتين أو منعه، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
ويُصنف ارتفاع ضغط الدم الرئوي إلى خمس مجموعات حسب سببه.
المجموعة 1: فرط ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي (PAH)
وتشمل أسبابه:
- سبب مجهول (فرط ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب)
- تغيرات في جين يتوارثه المريض من عائلته (فرط ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي الموروث)
- استخدام بعض أدوية الأنظمة الغذائية التي تُصرف بوصفة طبية أو العقاقير غير القانونية مثل الميثامفيتامين
- مشكلات القلب الموجودة منذ الولادة (مرض القلب الخلقي)
- حالات أخرى مثل عدوى فيروس نقص المناعة البشري، ومرض الكبد المزمن (تشمع الكبد) واضطرابات الأنسجة الضامّة (تصلُّب الجلد والذئبة وغيرهما)
المجموعة 2: ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناجم عن مرض الجانب الأيسر من القلب
تشمل الأسباب ما يلي:
- اعتلال صمامي الجزء الأيسر من القلب؛ وهما الصمام التاجي أو الصمام الأورطي
- فشل حجرة القلب السفلية اليسرى (البطين الأيسر)
المجموعة 3: ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناجم عن أمراض الرئة
تتضمن الأسباب ما يلي:
- داء الانسداد الرئوي المزمن
- تندُّب الأنسجة الواقعة بين الأكياس الهوائية في الرئة (التليف الرئوي)
- انقطاع النفس الانسدادي النومي
- التعرض طويل المدى للارتفاعات العالية في حالة الأشخاص المعرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي
المجموعة 4: ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناجم عن جلطات الدم المزمنة
وتشتمل الأسباب على:
- جلطات دموية مزمنة في الرئتين (الانصمام الرئوي)
- اضطرابات التخثر الأخرى
المجموعة 5: فرط ضغط الدم الرئوي الناتج عن حالات صحية أخرى
وتشمل الأسباب على:
- اضطرابات الدم، بما في ذلك كثرة الحُمر الحقيقية وكثرة الصُفيحات مجهولة السبب
- الاضطرابات الالتهابية مثل حالات الساركويد والالتهاب الوعائي
- اضطرابات التمثيل الغذائي مثل داء اختزان الغلايكوجين
- مرض الكُلى
- الأورام الضاغطة على الشرايين الرئوية
متلازمة أيزنمينجر وفرط ضغط الدم الرئوي
متلازمة آيزينمينغر هي أحد أنواع أمراض القلب الخلقية التي تسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي. وغالبًا ما يرجع سببها إلى وجود ثقب كبير في القلب بين حجرتي القلب السفليتين (البُطينين)، ويُسمى عيب الحاجز البُطيني.
وهذا الثقب في القلب يؤدي إلى سريان الدم على نحو غير صحيح في القلب. يمتزج الدم الحامل للأكسجين (الدم الأحمر) بالدم قليل الأكسجين (الدم الأزرق). ثم يعود الدم بعد ذلك إلى الرئتين بدلاً من سريانه إلى سائر الجسم، الأمر الذي يزيد الضغط في الشرايين الرئوية، ويسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
عوامل الخطر
يُشخَّص فرط ضغط الدم الرئوي غالبًا في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا. ويمكن أن يزيد التقدم في السن من خطر الإصابة بفرط ضغط الشريان الرئوي. ومع ذلك، فإن فرط ضغط الشريان الرئوي مجهول السبب يكون أكثر شيوعًا في البالغين الأصغر سنًا.
وتشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بهذه الحالة
- زيادة الوزن
- اضطرابات تخثر الدم أو وجود تاريخ عائلي من الإصابة بجلطات الدم في الرئتين
- التعرض للأسبستوس
- مرض القلب الخلقي
- العيش في منطقة شاهقة الارتفاع
- استخدام بعض أدوية إنقاص الوزن
- استخدام الأدوية المحظورة مثل الكوكايين
- استخدام مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI)، والتي تستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق
المضاعفات
تشمل المضاعفات المحتملة لفرط ضغط الدم الرئوي ما يلي:
-
تضخم في الجانب الأيمن للقلب وفشل القلب (مرض القلب الرئوي). في مرض القلب الرئوي، يتضخم البطين الأيمن للقلب، ويتعين عليه الضخ بقوة أكبر من المعتاد لنقل الدم عبر الشرايين الرئوية الضيقة أو المسدودة.
ونتيجة لذلك، يزداد سمك جدران القلب ويتوسع البطين الأيمن لزيادة كمية الدم التي يمكنه حملها. ولكن هذه التغييرات تسبب مزيدًا من الضغط على القلب، وفي النهاية يفشل البطين الأيمن.
- الجلطات الدموية. يُمكن للإصابة بفرط ضغط الدم الرئوي أن تسبب زيادة خطورة الإصابة بجلطات الدم في الشرايين الدقيقة بالرئتين.
- اضطراب النظم القلبي. يمكن أن يتسبب فرط ضغط الدم الرئوي في عدم انتظام ضربات القلب (اضطرابات النظم القلبي)، ما قد يؤدي إلى خفقان القلب (الخفقان) أو الدوخة أو الإغماء. ويمكن أن تكون بعض حالات اضطرابات النظم القلبي مهددة للحياة.
- النزيف في الرئتين. يمكن أن يؤدي فرط ضغط الدم الرئوي إلى نزيف يهدد الحياة في الرئتين وسعال الدم (نفث الدم).
- مضاعفات الحمل. يمكن أن يهدد فرط ضغط الدم الرئوي حياة الجنين الآخذ في النمو.
التشخيص
يصعب تشخيص فرط ضغط الدم الرئوي مبكرًا لأنه لا يُكتشف عادةً خلال الفحص البدني الروتيني. وحتى عند تفاقم مضاعفات الحالة، تتشابه مؤشرات المرض وأعراضه مع مؤشرات وأعراض حالات القلب والرئة الأخرى.
لتشخيص فرط ضغط الدم الرئوي، يجري الطبيب فحصًا بدنيًا ويراجع أي مؤشرات وأعراض مرضية. وغالبًا ما تُطرَح عليك أسئلة حول تاريخك الطبي والعائلي.
قد تشمل تحاليل الدم والاختبارات التصويرية التي تُجرى لتشخيص فرط ضغط الدم الرئوي ما يلي:
- تحاليل الدم. يمكن أن تساعد تحاليل الدم في تحديد سبب فرط ضغط الدم الرئوي أو الكشف عن المؤشرات التي تُنذر بحدوث مضاعفات.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية. يكوّن التصوير بالأشعة السينية صورًا للقلب والرئتين والصدر. ويمكن أن تُظهر هذه الصور تضخم البطين الأيمن للقلب أو الشرايين الرئوية. وقد يُستخدم تصوير الصدر بالأشعة السينية أيضًا للتحقق من حالات الرئة الأخرى التي يمكن أن تسبب فرط ضغط الدم الرئوي.
- تخطيط كهربية القلب. يكشف هذا الاختبار غير المتوغل عن الأنماط الكهربية للقلب ونبضات القلب غير الطبيعية. وقد يكشف تخطيط كهربية القلب أيضًا عن وجود مؤشرات تدل على تضخم البطين الأيمن أو تعرّضه للإجهاد.
-
مخطط صدى القلب. تُستخدم الموجات الصوتية لتكوين صور متحركة للقلب النابض. ويتيح تخطيط صدى القلب للطبيب معرفة مدى كفاءة عمل القلب وصماماته. كما يكشف عن حجم البطين الأيمن وسُمكه، والضغط في الشرايين الرئوية.
يُجرى تخطيط صدى القلب أحيانًا أثناء ممارسة مجهود على دراجة ثابتة أو جهاز مشي لمعرفة مدى كفاءة عمل القلب مع بذل المجهود. وإذا كنت ستُجري هذا الاختبار، فقد يُطلب منك ارتداء قناع يكشف عن مدى كفاءة القلب والرئتين في استخدام الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
كذلك يمكن إجراء تخطيط صدى القلب بعد التشخيص لتحديد مدى فعالية العلاجات المستخدمة.
-
القسطرة القلبية اليمنى. إذا كشف تخطيط صدى القلب عن حالة فرط ضغط الدم الرئوي، فمن المحتمل أن تخضع لقسطرة قلبية يمنى لتأكيد التشخيص.
يُدخل طبيب القلب أثناء هذا الإجراء أنبوبًا رفيعًا ومرنًا (قسطرة) في أحد الأوردة، وعادةً ما يكون في الأربية. ثمَّ يُوجّه القسطرة برفق إلى البطين الأيمن والشريان الرئوي.
تُتيح القسطرة القلبية اليمنى للطبيب إمكانية قياس الضغط مباشرةً في الشرايين الرئوية الرئيسية والبطين الأيمن للقلب. كما يمكن استخدام هذا الاختبار أيضًا لتحديد مدى فعالية علاجات فرط ضغط الدم الرئوي.
عند تشخيص فرط ضغط الدم الرئوي، قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية للتحقق من حالة الرئتين والشرايين الرئوية وتحديد سبب فرط ضغط الدم الرئوي:
- التصوير المقطعي المحوسب. يكوّن هذا الاختبار التصويري صورًا مقطعية للعظام والأوعية الدموية والأنسجة الرخوة داخل الجسم. ويمكن أن يكشف مخطط صدى القلب عن حجم القلب وأي انسداد في الشرايين الرئوية. كما يمكن استخدام هذا الاختبار للكشف عن كثب عن أمراض الرئة التي قد تؤدي إلى فرط ضغط الدم الرئوي، مثل داء الانسداد الرئوي المزمن أو التليف الرئوي. وقد تُحقن صبغة (مادة تباين) في أحد الأوعية الدموية قبل اختبار لإظهار الشرايين بشكل أكثر وضوحًا في الصور.
- التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي مجالاً مغناطيسيًا ونبضات طاقة موجات راديوية لالتقاط صور للجسم. وقد يطلب الطبيب إجراء هذا الاختبار للكشف عن سريان الدم في الشرايين الرئوية وتحديد مدى كفاءة عمل البطين الأيمن.
- اختبار وظائف الرئة. يقيس هذا الاختبار غير المتوغل (من دون جراحة) مقدار الهواء الذي تستطيع الرئتان الاحتفاظ به وتدفق الهواء الداخل إلى الرئتين والخارج منهما. ويشتمل الاختبار على النفخ في آلة تُسمى مقياس التنفس.
- دراسة النوم (تخطيط النوم). يقيس هذا الاختبار مدى نشاط الدماغ وسرعة نبضات القلب وضغط الدم ومستويات الأكسجين وغيرها من العوامل أثناء النوم. كما يمكن أن يساعد في تشخيص اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي الذي قد يسبب فرط ضغط الدم الرئوي.
- اختبار التهوية/الإرواء. تُحقن في هذا الاختبار مادة تتبع في أحد أوردة الذراع. وتُظهر مادة التتبُّع سريان الدم وتدفق الهواء إلى الرئتين. ويمكن أن يكشف اختبار التهوية/الإرواء عما إذا كانت هناك جلطات دموية تسبب أعراض فرط ضغط الدم الرئوي أم لا.
- الخزعة الرئوية المفتوحة. قد ينصح الطبيب في حالات نادرة بإجراء خزعة رئوية مفتوحة للكشف عن السبب المحتمل لفرط ضغط الدم الرئوي. والخزعة الرئوية المفتوحة هي نوع من الجراحة تُستخرج فيه عينة صغيرة من أنسجة الرئتين.
اختبار الجينات
إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بارتفاع ضغط الدم الرئوي، فقد يُنصح بالفحص للكشف عن الجينات المرتبطة بالحالة. وإذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، فقد ينصح الطبيب بفحص أفراد الأسرة الآخرين أيضًا.
تصنيف شدّة ارتفاع ضغط الدم الرئوي
بعد تأكيد التشخيص بحالة ارتفاع ضغط الدم الرئوي، يصنّف الطبيب شدّة المرض حسب الفئات الآتية:
- الفئة الأولى. تُشخص حالة ارتفاع ضغط الدم الرئوي مع عدم ظهور أي أعراض مع المجهود.
- الفئة الثانية. لا تظهر أي أعراض مع الراحة، لكن مع المجهود تظهر أعراض مثل الإرهاق وضيق النفس أو ألم في الصدر.
- الفئة الثالثة. لا توجد مشكلات مع الراحة، لكن تظهر الأعراض مع المجهود البدني.
- الفئة الرابعة. تظهر الأعراض مع الراحة وكذلك مع المجهود البدني.
العلاج
لا يوجد علاج لارتفاع ضغط الدم الرئوي، ولكن تتوفر علاجات لتحسين المؤشرات والأعراض، وإبطاء تفاقم المرض.
غالبًا ما يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد العلاج الأنسب لارتفاع ضغط الدم الرئوي. وعادةً ما تكون هذه العلاجات معقدة وتستلزم رعاية تفقدية مكثفة.
عندما يكون ارتفاع ضغط الدم الرئوي ناتجًا عن حالة مرضية أخرى، يُعطى العلاج للسبب الكامن إن أمكن.
الأدوية
يتوفر العديد من أنواع الأدوية المختلفة التي تساعد على تحسين مؤشرات ارتفاع ضغط الدم الرئوي وأعراضه، وإبطاء تفاقم الحالة المرضية، نذكر منها ما يلي:
-
موسعات الأوعية الدموية. تعمل موسعات الأوعية على ارتخاء الأوعية الدموية الضيقة وفتحها (توسعتها) لتحسين سريان الدم. ومن موسعات الأوعية الشائع وصفها لعلاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي إيبوبروستينول (Flolan، Veletri).
يُحقن هذا الدواء باستمرار من خلال الوريد عبر قسطرة وريدية متصلة بمضخة صغيرة توضع في عبوة مخصصة على حزامك أو كتفك. ومن الآثار الجانبية المحتملة للإيبوبروستينول آلام الفك والغثيان والإسهال والتشنجات العضلية المؤلمة في الساق والألم والالتهاب في موضع تركيب القسطرة الوريدية.
يمكن استنشاق أنواع أخرى من موسعات الأوعية الدموية، بما في ذلك تريبروستينيل (Tyvaso، Remodulin، Orenitram) أو حقنها أو تناولها عن طريق الفم. ويُعطى عقار إيلوبروست (Ventavis) بالاستنشاق من خلال رَذَّاذة، وهي آلة تعمل على تبخير الأدوية.
من الآثار الجانبية لعقار تريبروستينيل آلام الصدر، وغالبًا ما يرافقها صداع وغثيان وضيق في التنفس. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لدواء إيلوبروست الصداع والغثيان والإسهال.
- منبهات غوانيلات سيكلاز. يزيد هذا النوع من الدواء من أكسيد النيتريك في الجسم، ما يؤدي إلى ارتخاء الشرايين الرئوية وخفض الضغط داخل الرئتين. وتشمل منبهات غوانيلات سيكلاز ريوكيغوت (Adempas). ومن آثارها الجانبية الغثيان والدوار والإغماء. ويحظر على النساء تناول منبهات غوانيلات سيكلاز خلال فترة الحمل.
- مضادات مستقبلات الإندوثيلين. تعمل هذه الأدوية على عكس تأثير مادة الإندوثلين، وهي مادة موجودة في جدران الأوعية الدموية، وتتسبب في تضيُّقها. وتشمل بوسنتان (Tracleer) وماسيتينتان (Opsumit) وأمبريسينتان (Letairis). وقد ترفع هذه الأدوية مستوى الطاقة وتخفّف الأعراض، إلا أنها يمكن أن تضر الكبد. وقد تحتاج إلى إجراء تحاليل دم شهرية للكشف عن وظائف الكبد. ويُحظر على السيدات تناول مضادات مستقبلات الإندوثيلين خلال فترة الحمل.
- سيلدانيفل وتادالافيل. يشيع استخدام سيلدينافيل (Revatio، Viagra) وتادالافيل (Adcirca، Cialis، Alyq) لعلاج ضعف الانتصاب، إلا أنها توسّع الأوعية الدموية في الرئتين مما يسمح بسريان الدم بسهولة أكبر. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية اضطراب المعدة والصداع ومشكلات الإبصار.
- الجرعات العالية من محصرات قنوات الكالسيوم. تساعد هذه الأدوية على استرخاء العضلات في جدران الأوعية الدموية. وهي تشمل الأملوديبين (Norvasc) وديلتيازيم (Cardizem، Tiazac، وغيرهما) ونيفيديبين (Procardiaوغيره). وعلى الرغم من أن محصرات قنوات الكالسيوم يمكن أن تكون فعالة، إلا أن عددًا قليلاً فقط من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي تتحسن حالتهم عند أخذها.
-
الوارفارين (Jantoven). الوارفارين من مضادات تخثر الدم. وقد يُوصف لمنع تجلط الدم في الشرايين الرئوية. كما أن مضادات تخثر الدم تزيد من خطر النزف، وبخاصة لدى الأشخاص الذين يُجرون عمليات جراحية أو إجراءات متوغلة في الجسم. فاستشر طبيبك إذا كنت تأخذ الوارفارين لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى التوقف عن أخذه قبل الجراحة أم لا، وكذلك معرفة مدة التوقف عن أخذه.
يمكن أن يتفاعل العديد من العقاقير والمكملات العشبية والأغذية مع الوارفارين. لذا يجب استشارة الطبيب بشأن نظامك الغذائي وكل الأدوية التي تأخذها، بما في ذلك الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية. كذلك يجب على الأشخاص الذين يأخذون الوارفارين إجراء تحاليل دم من حين لآخر للكشف عن مدى فعاليته.
- ديجوكسين (Lanoxin). يساعد هذا الدواء على تقوية نبض القلب وقدرة القلب على ضخ المزيد من الدم. ويمكن أن يساعد في السيطرة على حالة عدم انتظام ضربات القلب (اضطراب النظم القلبي).
- مدرات البول. من أسمائها الشائعة حبوب المياه، ويساعد هذا النوع من الأدوية الكليتين على طرد السوائل الزائدة من الجسم؛ وبالتالي تقلل من الإجهاد الذي يتعرض له القلب، كما يمكن استخدامها للحد من تراكم السوائل في الرئتين والساقين والبطن.
- العلاج بالأكسجين. يُنصح أحيانًا بتنفس الأكسجين النقي كعلاج لارتفاع ضغط الدم الرئوي، خاصةً لمن يعيشون على ارتفاعات عالية أو المصابين بانقطاع النفس النومي. وقد يكون العلاج المستمر بالأكسجين مطلوبًا.
الجراحة والإجراءات الأخرى
إذا لم تساعد الأدوية على السيطرة على مؤشرات فرط ضغط الدم الرئوي وأعراضه، فقد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية. تشمل جراحات علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي ما يلي:
- فغر الحاجز الأذيني. قد يُوصى بإجراء جراحة القلب المفتوح هذه إذا لم تنجح الأدوية في السيطرة على مؤشرات فرط ضغط الدم الرئوي وأعراضه. حيث يصنع الجرّاح في عملية فغر الحاجز الأذيني فتحة بين الغرفتين العلويتين اليسرى واليمنى من القلب (الأذينين) لتخفيف الضغط على الجانب الأيمن من قلبك. وتشمل المضاعفات المحتملة مشكلات نظم القلب (اضطراب النظم القلبي).
-
زراعة الرئة أو القلب والرئة. في بعض الحالات، قد يُوصى بزراعة الرئة أو زراعة القلب والرئة، خاصةً للأشخاص الأصغر سنًا المصابين بفرط ضغط الدم الشرياني الرئوي مجهول السبب.
وتشتمل المخاطر الرئيسية لأي نوع من عمليات زراعة الأعضاء على رفض الجسم العضو المزروع والتعرض لعدوى خطيرة. ويجب تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة للمساعدة في تقليل احتمالية رفض الجسم للأعضاء المزروعة.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
يمكن أن يخفف العلاج الدوائي أعراض فرط ضغط الدم الرئوي رغم عدم قدرته على شفائه. ويمكن كذلك أن تساعد تغييرات نمط الحياة في تحسين حالتك. انتبه إلى هذه النصائح:
- الحصول على قسط وافر من الراحة. فالراحة تساعد على تقليل الإجهاد المرتبط بفرط ضغط الدم الرئوي.
-
الحفاظ على النشاط قدر الإمكان. حتى أخف أشكال النشاط قد تكون مرهقة للغاية لبعض المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي. وبالنسبة للآخرين، قد تكون التمارين المعتدلة كالمشي مفيدة، وخاصة عند ممارستها أثناء العلاج بالأكسجين. ولكن تحدث مع طبيبك أولاً عن القيود المحددة بشأن ممارسة التمارين الرياضية.
يوصى عادة بألا يرفع المصابون بفرط ضغط الدم الرئوي أوزانًا ثقيلة. ويمكن أن يساعدك الطبيب على التخطيط لبرنامج رياضي مناسب.
- الامتناع عن التدخين. إذا كنت تدخن، فإن أهم شيء يمكنك القيام به لقلبك ورئتيك هو الإقلاع عن التدخين. إذا كنت لا تستطيع الإقلاع عن التدخين بنفسك، فاطلب من الطبيب المعالج لك أن يصف لك خطة علاج لمساعدتك على الإقلاع عن التدخين. تجنب أيضًا التدخين السلبي إن أمكن.
- تجنُّب الحمل وحبوب منع الحمل. يمكن أن يسبب فرط ضغط الدم الرئوي مضاعفات خطيرة للأم والرضيع. كما أن حبوب منع الحمل قد تزيد فرص الإصابة بالجلطات الدموية. ولهذا تحدثي مع طبيبك عن أنواع وسائل منع الحمل البديلة.
- عدم السفر إلى مناطق عالية الارتفاع أو العيش فيها. يمكن أن تؤدي الارتفاعات العالية إلى تفاقم أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي. إذا كنت تعيش على ارتفاع 8000 قدم (2438 مترًا) أو أعلى، فقد يوصيك الطبيب المعالج لك بالانتقال إلى ارتفاع منخفض.
- تَجَنَّب المواقف التي يُمكِن أن ينخفض فيها ضغط الدم بشكل مفرط. تشمل هذه المواقف الجلوس في حوض استحمام ساخن أو ساونا أو الاستحمام بالماء الساخن لفترة طويلة. تخفض هذه الأنشطة ضغط الدم، وقد تسبب الإغماء أو حتى الوفاة. تجنَّب أيضًا الأنشطة التي تسبب الإجهاد لمدة طويلة مثل رفع الأجسام أو الأوزان الثقيلة.
- تناوُل طعام صحي والتحكم في الوزن. اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات واللحوم الخالية من الدهون ومشتقات الحليب منخفضة الدسم. وتجنَّب الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول. من المحتمل أن يوصي طبيبك بتقليل كمية الملح في نظامك الغذائي. حافظ كذلك على وزن صحي.
- اسأل طبيبك عن الأدوية. تناول جميع أدويتك بناءً على وصفة الطبيب. اسأل الطبيب المعالج لك عن أي أدوية أخرى قبل أن تتناولها، حيث يمكن أن يتداخل بعضها مع علاجات ارتفاع ضغط الدم الرئوي أو تجعل الأعراض تتفاقم.
- قم بإجراء فحوصات طبية منتظمة. قد يوصي الطبيب المعالج لك بمواعيد متابعة منتظمة. أخبر طبيبك إذا كانت لديك أي أسئلة عن حالتك أو الأدوية التي تتناولها، أو إذا كانت لديك أي أعراض أو آثار جانبية ناتجة عن أدويتك. إذا أثر ارتفاع ضغط الدم الرئوي على جودة حياتك، فاسأل طبيبك عن الخيارات التي يمكن أن تفيدك. يمكن أن يتعاون طبيبك مع اختصاصي آخر لتحديد طريقة العلاج الدوائي الأفضل لفرط ضغط الدم الرئوي وإدارتها.
- الحصول على اللقاحات الموصى بها. قد يوصي طبيبك بالحصول على لقاحات كوفيد-19 والأنفلونزا والتهاب الرئة، إذ إن هذه الحالات قد تسبب مشكلات خطيرة للمصابين بفرط ضغط الدم الرئوي.
- الحصول على الدعم. إذا كنت تشعر بالتوتر أو القلق بسبب حالتك، فاحصل على الدعم من العائلة أو الأصدقاء. ويمكنك أيضًا التفكير في الانضمام إلى مجموعة دعم تضم غيرك من المصابين بفرط ضغط الدم الرئوي.
الاستعداد لموعدك
إذا كنت تعتقد أنك مصاب بفرط ضغط الدم الرئوي أو يساورك قلق بشأن احتمالية إصابتك به، فحدد موعدًا مع طبيب العائلة.
يعد ضيق التنفس أحد الأعراض الأولى لفرط ضغط الدم الرئوي، لكنه أيضًا أحد الأعراض الشائعة للعديد من الأمراض الأخرى، مثل الربو.
نظرًا إلى أن المواعيد الطبية يُمكن أن تَكون قصيرة وغالبًا ما يكون هناك الكثير من الأمور المفترض مناقشتها، ففمن الجيد أن تستعد استعدادًا جيدًا لها. وإليك بعض المعلومات التي ستساعدك على الاستعداد لهذه المواعيد، ومعرفة ما تنتظره من طبيبك فيها.
ما يمكنك فعله
- اطلع على أي محاذير قبل زيارة الطبيب. أثناء حجز الموعد الطبي، احرص على أن تسأل عما إذا كان يتعين عليك القيام بأي شيء مسبقًا، مثل ملء الاستمارات أو تقييد نظامك الغذائي. فقد تحتاج، في بعض الاختبارات التصويرية على سبيل المثال، إلى الصيام قبلها مدّة من الزمن.
- دوّن أي أعراض تشعر بها، حتّى تلك الأعراض التي قد تبدو غير ذات صلة بارتفاع ضغط الدم الرئوي. وحاول أن تتذكر وقت ظهورها. وكن محددًا عند ذكر الأيام والأسابيع والشهور، وحاول تجنب المصطلحات الغامضة مثل "منذ فترة".
- دوّن المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك التاريخ العائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي أو أمراض الرئة أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو أي مسببات أساسية للإجهاد أو أي تغيرات حياتية حدثت مؤخرًا.
- وضع قائمة بجميع الأدوية، بالإضافة إلى أي فيتامينات أو مكملات غذائية تتناولها. واحرص أيضًا على إخبار الطبيب إذا توقفت عن تناول أي أدوية مؤخرًا.
- اصطحب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء معك إن أمكن. ففي بعض الأحيان، يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال زيارتك الطبية. وقد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا قد فاتك أو نسيته.
- كن مستعدًّا للتحدث عن نظامك الغذائي وعاداتك في ممارسة التمارين الرياضية. إذا كنت لا تتبع نظامًا غذائيًّا أو لست منتظمًا في ممارسة التمارين الرياضية، فتحدّث مع طبيبك عن أي مشكلات قد تواجهها لبدء التغيير.
- دوِّن الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك.
وقتك مع طبيبك محدود، لذلك سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة على الاستفادة القصوى من وقتكما معًا. ورتّب أسئلتك بدايةً من الأهم فالأقل أهمية تحسُّبًا لنفاد الوقت. وفي حالة الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي، إليك بعض الأسئلة الأساسية لتطرحها على طبيبك:
- ما السبب المرجّح وراء ظهور الأعراض أو الحالة التي أُصبت بها؟
- ما الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض أو الحالة التي لدي؟
- ما أنواع الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما طريقة العلاج الأنسب؟
- ما المستوى المناسب من النشاط البدني؟
- كم مرة يجب أن أخضع للفحص من أجل متابعة تغيرات حالتي؟
- ما بدائل طريقة العلاج الأساسية التي تقترحها؟
- لديَّ مشكلات صحية أخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا؟
- هل يجب عليَّ الالتزام بأي قيود؟
- هل ينبغي عليَّ استشارة مختصٍّ؟
- هل يوجد دواء بديل من نفس نوعية الدواء الذي تصفه؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذُها معي للمنزل؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصح بالاطلاع عليها؟
بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها لطرحها على طبيبك، لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى تطرأ ببالك أثناء الزيارة.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة. ويمكن أن يوفر الاستعداد للإجابة عنها وقتًا لمناقشة أي نقاط ترغب في تخصيص مزيد من الوقت لها. قد يطرح طبيبك الأسئلة التالية:
- متى بدأت تشعر بالأعراض؟
- هل الأعراض التي تشعر بها مستمرة أم عرضية؟
- ما مدى شِدَّة أعراضك؟
- ما الذي يجعل أعراضك تتحسن، إن وُجد؟
- ما الذي يجعل أعراضك تزداد سوءًا، إن وُجد؟
ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء
ليس من المبكر أبدًا إجراء تغييرات صحية على نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، وتقليل الملح في الطعام، وتناول الأطعمة الصحية. إذ يمكن أن تساعد هذه التغييرات على تجنب مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
الأطباء الذين يعالجون هذه الحالة
الطب الرئوي
أمراض القلب لدى الأطفال
برنامج زراعة الرئة (Lung Transplant Program)
برنامج زراعة القلب
جراحة القلب والأوعية الدموية
طب القلب والأوعية الدموية
مركز الزراعة
Pulmonologist