الأعراض
العَرَضان الرئيسيان اللذان يُصاب بهما مريض فقد الذاكرة هما:
- صعوبة في اكتساب معلومات جديدة عقب الإصابة بهذا المرض (فقد الذاكرة التقدمي)
- صعوبة تذكر الأحداث الماضية والمعلومات المألوفة في السابق (فقد الذاكرة الرجوعي)
يعاني معظم الأشخاص المصابين بفقد الذاكرة من مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى؛ أي يعجزون عن الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة. من المرجح أن ينسوا معظم المعلومات الحديثة، أمّا الذكريات القديمة أو المترسخة في الذاكرة فقد تظل باقية. قد يتمكن شخص من استرجاع تجارب فترة الطفولة أو معرفة أسماء الرؤساء السابقين، لكنه يعجز عن معرفة الرئيس الحالي أو الشهر الحالي، ولا يتذكر ما تناوله في وجبة الإفطار.
لا يؤثر فقدان الذاكرة المعزول في مستوى ذكاء الشخص أو المعرفة العامة أو الوعي أو سعة الانتباه أو إصدار الأحكام أو الشخصية أو الهوية. إذ يستطيع الأشخاص المصابون بفقد الذاكرة عادةً فهم الكلمات المكتوبة والمسموعة، وتعلُّم المهارات مثل ركوب الدراجات أو العزف على البيانو. كما أنهم يدركون أنهم يعانون من اضطراب في الذاكرة.
ويختلف فقد الذاكرة عن الخَرَف. يشمل الخَرَف غالبًا فقدان الذاكرة، ولكنه ينطوي أيضًا على مشكلات معرفية خطيرة أخرى تؤدي إلى تدهور الوظائف اليومية.
يمثل نمط الإصابة بالنسيان أيضًا أحد الأعراض المعروفة للاختلال المعرفي المعتدل (MCI)، غير أن الذاكرة وما يتصل بها من مشكلات معرفية أخرى نتيجة للإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل (MCI) ليست على نفس القدر من الخطورة الذي يعاني منها مريض الخَرَف.
العلامات والأعراض الإضافية
اعتمادًا على سبب فقدان الذاكرة، قد تتضمن المؤشرات والأعراض الأخرى ما يلي:
- ذكريات كاذبة (تخاريف)، إما مخترعة بالكامل أو مكونة من ذكريات حقيقية في غير موضعها الزمني
- الارتباك أو عدم التركيز
متى يجب زيارة الطبيب
إذا تعرض أي شخص لفقدان ذاكرة مجهول السبب أو لإصابة في الرأس، أو كان يشعر بالارتباك أو التشوش، فإنه يحتاج إلى عناية طبية فورية.
قد يكون الشخص المصاب بفقدان الذاكرة غير قادر على تحديد مكانه، وقد لا يكون حاضر الذهن بما يكفي لطلب الرعاية الطبية. فإذا كنت تعرف أحد الأشخاص المصابين بأعراض فقدان الذاكرة، فساعده في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لحالته.
الأسباب
تعتمد وظيفة الذاكرة الطبيعية على عدة أجزاء من الدماغ. يمكن أن يتداخل أي مرض أو إصابة تؤثر على الدماغ مع الذاكرة.
يمكن أن ينتج فقدان الذاكرة عن تلف بأبنية الدماغ التي تشكل الجهاز الحوفي، الذي يتحكم في الانفعالات والذكريات. تتضمن هذه البنى المهاد، الذي يقع بمكان عميق داخل مركز الدماغ، وتشكيلات الحصينية، التي تقع داخل الفصين الصدغيين بالدماغ.
يُعرف فقدان الذاكرة الناجم عن إصابة أو تلف يلحق بالدماغ بفقدان الذاكرة العصبي.
تتضمن الأسباب المحتملة لفقدان الذاكرة العصبي:
- السكتة الدماغية
- التهاب الدماغ، نتيجة لعدوى فيروسية مثل فيروس الهربس البسيط، أو كرد فعل مناعي ذاتي لسرطان في مكان آخر في الجسم (التهاب الدماغ الحوفي ذو الأباعد الورمية)، أو كرد فعل مناعي ذاتي مع عدم الإصابة بالسرطان
- نقص الأكسجين الكافي في الدماغ، على سبيل المثال: إثر نوبة قلبية، أو ضائقة تنفسية، أو التسمم بأول أكسيد الكربون
- معاقرة الكحول مدة طويلة، مما يؤدي إلى نقص الثيامين (فيتامين B-1) (متلازمة فرنيكيه كورساكوف)
- أورام في مناطق بالدماغ تتحكم بالذاكرة
- أمراض الدماغ التنكسية، مثل مرض الزهايمر وأشكال أخرى للخرف
- النوبات
- بعض الأدوية، مثل البنزوديازيبينات وأدوية أخرى تعمل كمهدئات
يمكن أن تؤدي إصابات الرأس التي تسبب ارتجاجًا، سواءً أكان ناتجًا عن حادث سيارة أو لعب الرياضة، إلى الارتباك ومشاكل في تذكر المعلومات الجديدة. يشيع هذا الأمر بصفة خاصة في المراحل المبكرة من التعافي. عادة لا تسبب إصابات الرأس الخفيفة فقدان ذاكرة دائم، ولكن قد تتسبب فيه إصابات أكثر شدة بالرأس.
يرجع نوع آخر نادر من فقدان الذاكرة، يسمى فقدان الذاكرة التفارقي (نفسي المنشأ)، إلى صدمة انفعالية أو رضح، مثل أن يقع الشخص ضحية لجريمة عنف. في هذا الاضطراب، قد يفقد الفرد الذكريات الشخصية ومعلومات السيرة الذاتية، ولكن عادة ما يستمر ذلك مدة قصيرة فقط.
عوامل الخطر
قد تتزايد فرصة الإصابة بفقد الذاكرة إذا عانيت ما يلي:
- جراحة بالدماغ أو إصابة أو رضح بالرأس
- السكتة الدماغية
- سوء استخدام الكحول
- النوبات
المضاعفات
يختلف فقدان الذاكرة من حيث شدته ونطاقه، ولكن حتى فقدان الذاكرة الخفيف يؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية ونوعية الحياة. يمكن للمتلازمة أن تسبب مشاكل في العمل، وفي المدرسة وفي المواقف الاجتماعية.
قد لا يكون من الممكن استعادة الذكريات المفقودة. يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بالغة في الذاكرة إلى العيش في بيئة خاضعة للإشراف أو في أحد مرافق الرعاية الممتدة.
الوقاية
نظرًا لأن تلف الدماغ يمكن أن يكون سببًا جذريًا في فقدان الذاكرة، فمن المهم أن تأخذ الخطوات لتقليل فرصة إصابة دماغك. على سبيل المثال:
- تجنب الاستخدام المفرط للكحوليات.
- ارتدِ خوذة عند ركوب الدراجة وحزام الأمان عند القيادة.
- عالج أي عدوى سريعًا حتى لا تكون هناك فرصة لانتشارها في الدماغ.
- احصل على العلاج الطبي الفوري إذا كنت تعاني أي أعراض تشير إلى إصابتك بسكتة دماغية، أو بتمدد الأوعية الدموية الدماغي، مثل الصداع الشديد، أو الإحساس بالخدر، أو الشلل من جانب واحد.
التشخيص
لتشخيص فقدان الذاكرة، سيجري الطبيب تقييمًا شاملاً لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لفقدان الذاكرة، مثل مرض الزهايمر، وأشكال أخرى من الخرف أو الاكتئاب أو ورم في المخ.
التاريخ الطبي
يبدأ التقييم بالتاريخ الطبي التفصيلي. لأن فاقد الذاكرة قد لا يتمكن من تقديم معلومات دقيقة، ويشارك أحد الأقارب أو صديق أو مقدم رعاية آخر عمومًا في المقابلة أيضًا.
سيطرح الطبيب الكثير من الأسئلة ليفهم فقدان الذاكرة. تتضمن المشاكل التي قد يتم تناولها ما يلي:
- نوع فقدان الذاكرة — حديث أو طويل المدى
- متى بدأت مشاكل الذاكرة وكيف تطورت
- العوامل المسببة، مثل إصابة في الرأس أو سكتة دماغية أو جراحة
- التاريخ العائلي، مثل المرض في الأعصاب
- تناول المخدرات والكحوليات
- العلامات والأعراض الأخرى، مثل الاضطراب أو مشاكل اللغة أو التغيرات في الشخصية أو عدم القدرة على الاعتناء بالنفس
- تاريخ النوبات أو الصداع أو الاكتئاب أو السرطان
فحص جسدي
قد يتضمن الفحص البدني فحصًا عصبيًا للتحقق من ردود الأفعال، والوظيفة الحسية، والتوازن، وغير ذلك من النواحي الفسيولوجية للمخ والجهاز العصبي.
اختبارات معرفية
سيفحص الطبيب تفكير الشخص، وآراءه، وذاكرته الحديثة على المدى الطويل. كما أنه سيتحقق من معرفة الشخص بالمعلومات العامة — مثل اسم الرئيس الحالي — بالإضافة إلى المعلومات الشخصية وأحداث الماضي. قد يطلب الطبيب من الشخص أيضًا تكرار قائمة الكلمات.
يمكن لتقييم الذاكرة أن يساعد في تحديد مدى فقدان الذاكرة وتقديم أراء ثاقبة حول نوع المساعدة التي قد يحتاجها الشخص.
الاختبارات التشخيصية
قد يطلب الطبيب ما يلي:
- اختبارات التصوير الطبي؛ بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، للتحقق من وجود تلف أو اضطرابات المخ
- فحص الدم للتحقق من وجود عدوى أو نقص تغذية أو مشكلات أخرى
- تخطيط كهربائي للدماغ للتحقق من وجود نشاط النوبات
العلاج
يركز علاج فقدان الذاكرة على أساليب واستراتيجيات للمساعدة في تصحيح مشكلة الذاكرة، ومعالجة أي أمراض أساسية تؤدي إلى الإصابة بفقدان الذاكرة.
العلاج الوظيفي
قد يتعاون الشخص المصاب بفقدان الذاكرة مع اختصاصي العلاج المهني كي يتعلّم معلوماتٍ جديدةً لاستبدال ما تم فقده، أو لاستخدام الذاكرة السليمة بمثابة أساسٍ لاكتساب معلوماتٍ جديدة.
قد يتضمن تدريب الذاكرة أيضًا الاستراتيجيات المختلفة لتنظيم المعلومات بحيث يسهل تذكرها ولتحسين فهم المحادثات الطويلة.
المساعدة التكنولوجية
يجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة أنه من المفيد استخدام التكنولوجيا الذكية، مثل الهاتف الذكي أو جهاز لوحي محمول باليد. مع بعض التدريب والممارسة، يمكن حتى للأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة الشديد استخدام هذه الأنظمة الإلكترونية للمساعدة في المهام اليومية. على سبيل المثال، يمكن برمجة الهواتف الذكية لتذكيرهم بالأحداث الهامة أو تناول الأدوية.
تشتمل أدوات مساعدة الذاكرة منخفضة التقنية على دفاتر ملاحظات وتقويمات حوائط وأدوات تنظيم أخذ الحبوب الدوائية وصور للأشخاص والأماكن.
الأدوية أو المكملات الغذائية
لا تتوفر أدويةٌ في الوقت الحالي لمعالجة معظم أنواع فقدان الذاكرة.
يرتبط فقدان الذاكرة الناتج عن متلازمة فيرنيك كورساكوف بنقص فيتامين الثيامين. ويتضمن علاجه تعويض نقص هذا الفيتامين وتوفير التغذية الملائمة. وبالرغم من أن العلاج، الذي يجب أن يتضمن الامتناع عن تناول الكحول، يمكن أن يساعد في تجنب المزيد من التلف، فلن يستعيد معظم الأشخاص ذاكرتهم المفقودة كاملة.
قد تؤدي الأبحاث يومًا ما إلى علاجات جديدة لاضطرابات الذاكرة. ولكنّ تعقيد عمليات الدماغ ذات الصلة تجعل من غير المرجح أن يستطيع دواءٌ وحيدٌ حلّ مشكلات الذاكرة.
التأقلم والدعم
قد يكون التعامل مع فقدان الذاكرة أمرًا محبطًا لهؤلاء المصابين بفقدان الذاكرة، ولعائلتهم وأصدقائهم أيضًا. قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون أنواع فقدان الذاكرة الأكثر شدة إلى مساعدة مباشرة من العائلة أو الأصدقاء أو مقدمي الرعاية المحترفين.
قد يكون من المفيد التحدث مع الآخرين الذين يفهمون ما تمر به، والذين فقد يكونون قادرين على تقديم المشورة أو النصائح حول التعامل مع فقدان الذاكرة. أسأل طبيبك إذا كان يعرف إحدى مجموعات الدعم في منطقتك للأشخاص المصابين بفقدان الذاكرة وأحبائهم.
الاستعداد لموعدك
من المرجح أن تبدأ بزيارة طبيب العائلة أو طبيب عام. ومع ذلك، قد تتم إحالتك بعد ذلك لطبيب متخصص في اضطرابات الدماغ والجهاز العصبي (طبيب أعصاب).
من الجيد أن تصل مستعدًا لموعدك. إليك بعض المعلومات التي تساعدك في الاستعداد لموعدك والتعرف على ما يمكنك توقعه من الطبيب.
ما يمكنك فعله
- دوِّن أي أعراض غير اعتيادية كما تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بالسبب الذي حددت من أجله موعد الزيارة.
- دوِّن المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك ما يمكنك تذكره من ضغوطات كبيرة أو تغييرات طرأت مؤخرًا على حياتك. اطلب من أفراد العائلة أو الأصدقاء مساعدتك لضمان اكتمال قائمتك.
- أعد قائمة بجميع الأدوية، الفيتامينات، أو المكملات الغذائية التي تتناولها.
- اطلب من أحد أفراد العائلة أو صديق لك أن يأتي معك. حتى في أفضل الظروف، قد يكون من الصعب تذكر كافة المعلومات المقدمة لك في أثناء الموعد. يمكن لشخص موجود معك مساعدتك على تذكر كافة ما قِيل.
- أحضر مفكرة وقلمًا جافًا أو قلم رصاص لتدوين النقاط التي ترغب في ضمان تذكرها لاحقًا.
- دوِّن أسئلتك لطرحها على الطبيب.
يمكن أن يساعدك إعداد قائمة بالأسئلة في الاستفادة القصوى من وقتك مع طبيبك بالإضافة إلى ضمان تغطية كل ما ترغب في السؤال عنه. وبالنسبة لفقدان الذاكرة، تشمل بعض الأسئلة الأساسية التي ينبغي طرحها على الطبيب ما يلي:
- ما هو السبب الأكثر احتمالاً في حدوث الأعراض لديّ؟
- هل توجد أي أسباب أخرى محتملة للأعراض التي أعانيها؟
- ما أنواع الاختبارات التي قد أحتاج إلى الخضوع لها؟ هل تتطلب هذه الاختبارات أي استعداد خاص؟
- هل ستعود ذاكرتي مجددًا؟
- ما العلاجات المتاحة، وما التي توصي بها؟
- أعاني حالات صحية أخرى. كيف يمكنني إدارتها معًا بشكل أفضل؟
- هل يلزم تقييد أنشطتي؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذها معي إلى المنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بها؟
وبالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها لطرحها على طبيبك، لا تتردد في طرح أي أسئلة في أي وقت تشعر فيه بعدم فهمك لأمر ما.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة، بما في ذلك:
- متى لاحظت فقدان الذاكرة لأول مرة؟
- هل عانيت أي أعراض أخرى في ذلك الوقت؟
- هل تعرضت لصدمة؟ مثل حادث سيارة أو اصطدام عنيف في رياضة أو اعتداء؟
- هل يبدو أن مرضًا ما أو حالة ما تحفز فقدان الذاكرة؟
- هل يوجد أي شيء يحسّن الذاكرة؟
- ما الذي يجعل فقدان الذاكرة يتفاقم، إن وُجد؟
- هل مشاكل الذاكرة متقطعة أم مستمرة؟
- هل بقيت حالة فقدان الذاكرة ثابتة أم تفاقمت؟
- هل الإصابة بفقدان الذاكرة كانت مفاجأةً أم تدريجيًا؟