الأعراض
تختلف أعراض الحُمَّى الروماتيزمية. يمكن أن تصاب بأعراض قليلة أو عديدة، ويمكن أن تتغير الأعراض خلال فترة المرض. تبدأ الحمى الروماتيزمية عادة بعد حوالي أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة بعدوى التهاب الحلق العقدي.
تشمل علامات الحمى الروماتيزمية وأعراضها — الناجمة عن التهاب في القلب، أو المفاصل، أو الجلد، أو الجهاز العصبي المركزي، ما يلي:
- الحُمَّى
- ألمًا في المفاصل وإيلام عند لمسها — يقعان أغلب الأحيان في الركبتين، والكاحلين، والمرفقين، والرسغين
- ألمًا في مفصل واحد ينتقل منه إلى مفصل آخر
- احمرار المفاصل، أو سخونتها، أو تورمها
- نتوءًا صغيرًا غير مؤلم تحت الجلد
- ألم الصدر
- النفخة القلبية
- الإرهاق
- طفحًا جلديًّا غير مؤلم، مسطحًا أو ذا بروز بسيط، له حافة متجعدة
- حركات جسدية مترنحة لا يمكن التحكم بها (رقص سيدنهام) — تصيب اليدين والقدمين والوجه في أكثر الأحيان
- نوبات سلوكية غير المعتاد، كالبكاء أو الضحك غير اللائقين، المصاحب لرقص سيدنهام
متى تزور الطبيب
هل زار طفلك الطبيب بسبب ظهور مؤشرات وأعراض مرض التهاب الحلق العقدي والتي تشمل:
- التهاب الحلق الذي يظهر فجأة
- ألم مصاحِب للبلع
- الحُمَّى
- الصُّداع
- ألم بالمعِدة أو الغثيان أو القيء
يمكن أن يمنع العلا ج الصحيح لالتهاب الحلق العقدي من الإصابة بالحُمَّى الروماتيزمية. ويجب أن يزور طفلك الطبيب إذا ظهر عليه علامات الإصابة بالحُمَّى الروماتيزمية.
الأسباب
يُمكن أن تحدث حُمَّى الروماتيزم بعد الإصابة بالتهاب الحلق من بكتيريا يُطلق عليها العُقَيدات من المجموعة أ. تسبب حالات عدوى العُقَيدات من المجموعة أ بالحلق الإصابة بالتهاب الحلق العقدي أو الإصابة بالحمى القرمزية وهي حالة أقل شيوعًا.
ونادرًا ما تتسبَّب حالات عدوى العُقَيدات من المجموعة أ بالجلد أو بأجزاء أخرى من الجسم في الإصابة بالحُمَّى الروماتيزمية.
وليس من الواضح العلاقة بين عدوى البكتيريا العُقَديَّة وبين الحمى الروماتيزمية ولكن يبدو أن البكتيريا تخدع الجهاز المناعي.
تحتوي البكتيريا العقدية على نفس البروتين الموجود في أنسجة معينة بالجسم. يهاجم الجهاز المناعي للجسم، الذي يستهدف عادة البكتيريا المسبِّبة للعدوى، نسيجه، خاصة أنسجة القلب والمفاصل والجلد والجهاز العصبي المركزي. وينتج عن رد فعل الجهاز المناعي حدوث تورم في الأنسجة (التهاب).
إذا كان طفلك يتلقى علاجًا سريعًا بمضادات حيوية للقضاء على البكتيريا العقدية ويتناول جميع الأدوية كما هو موصوف له، فهناك فرصة ضئيلة للإصابة بالحمى الروماتيزمية.
إذا أُصيب طفلك بنوبة أو أكثر من التهاب الحلق العقدي أو الحمى القرمزية التي لم تُعالَج أو التي لم تُعالَج تمامًا، فقد يُصاب بالحمى الروماتيزمية.
عوامل الخطر
ومن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية:
- التاريخ العائلي. يحمل بعض الأشخاص جين أو جينات قد تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية.
- نوع بكتيريا المكورة. بعض سلالات بكتيريا المكورة تكون أكثر عرضة للتسبب في الحمى الروماتيزمية عن سلالات أخرى.
- العوامل البيئية. يرتبط وجود خطورة أكبر بالإصابة بالحمى الروماتيزمية بالاكتظاظ وسوء الصرف الصحي وغيرها من الظروف التي يمكن أن تسفر بسهولة عن انتقال سريع للبكتيريا متعددة البكتيريا أو التعرض لها.
المضاعفات
يمكن أن يستمر الالتهاب الناجم عن الحمى الروماتيزمية من عدة أسابيع إلى عدة أشهر. في بعض الحالات، يسبِّب الالتهاب مضاعفات طويلة المدى.
قد تسبِّب الحمى الروماتيزمية أضرارًا دائمة للقلب (أمراض القلب الروماتيزمية). عادة، يحدث هذا بعد فترة تتراوح من 10 إلى 20 سنة من تاريخ بداية المرض، لكن الحالات الشديدة من الحمى الروماتيزمية قد تسبب أضرارًا لصمامات القلب في حين لا يزال طفلك لديه الأعراض. تشيع المشاكل في الصمام بين غرفتَي القلب اليسرتين (الصمام المترالي)، ولكن قد تُصاب الصمامات الأخرى.
قد يؤدي الضرر إلى:
- تضيُّق الصمّام. هذا يقلل من تدفُّق الدم.
- تسرُّب الدم من الصمام. يؤدي تسرّب الدم من الصمام إلى تدفُّق الدم في الاتجاه الخاطئ.
- أضرار تلحق بعضلة القلب. قد يضعف الالتهاب المرتبط بالحمى الروماتيزمية عضلة القلب؛ مما يؤثر على قدرتها على الضخ.
يمكن أن يسبِّب تلف الصمام المترالي أو صمامات القلب الأخرى أو أنسجة القلب الأخرى مشاكل في القلب في مرحلة متقدمة من الحياة. يمكن أن تتضمَّن الحالات الناتجة:
- ضربات قلب غير منتظمة وفوضوية (الرجفان الأُذيني)
- فشل القلب
الوقاية
إن الأسلوب الوحيد للوقاية من الحمى الروماتيزمية هو علاج عدوى الحلق البكتيرية أو حمى سكارليت بسرعة باستخدام دورة كاملة من المضادات الحيوية المناسبة.
التشخيص
رغم أنه لا يوجد أي اختبار للكشف عن الحمى الروماتيزمية، فإن تشخيصها يعتمد على التاريخ الطبي، وإجراء فحص بدني، ونتائج اختبارات معينة. وقد تشمل تلك الاختبارات:
-
تحاليل الدم. من المرجَّح أن يتحقق الطبيب من وجود الالتهاب عن طريق قياس علامات الالتهابات في دم طفلك التي تشمل البروتين المتفاعل-C ومعدل سرعة الثّفل (سرعة ترسيب الدم).
وفي بعض الأحيان، يُجرى اختبار للدم للكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا العقدية الموجودة في الدم. وربما لا يمكن اكتشاف البكتيريا الفعلية الموجودة في أنسجة حلق طفلك أو دمه.
- تخطيط كهربية القلب. يسجل هذا الاختبار الإشارات الكهربية التي تنتقل في قلب طفلك. ويمكن أن تكشف النتائج عما إذا كان النشاط الكهربي للقلب غير طبيعي، ويمكن أن تساعد الطبيب في تحديد احتمالية تضخم أجزاء القلب.
- مخطط صدى القلب. تُستخدم الموجات الصوتية لرسم صور للقلب أثناء حركته، ما يمكن أن يساعد طبيبك على اكتشاف مشكلات القلب.
العلاج
يهدف علاج الحمى الروماتيزمية إلى تدمير ما تبقى من بكتيريا العقدية المقيحة، بالإضافة إلى تخفيف الأعراض والسيطرة على الالتهاب ومنع تكرار الإصابة بالحالة.
تشمل العلاجات ما يلي:
-
المضادات الحيوية. سيصف طبيب طفلك البنسلين أو مضادًّا حيويًّا آخر للقضاء على المُتبقي من البكتيريا المكورة العقدية.
بعد أن يُكمل طفلك جرعة المضادات الحيوية الكاملة، سيصف طبيبك مجموعة أخرى من المضادات الحيوية لمنع تكرار الحمى الروماتيزمية. من المرجح أن يستمر العلاج الوقائي حتى سن 21، أو حتى يُكمل طفلك دورة علاج مدتها خمس سنوات على الأقل، أيهما أطول.
قد يُنصح الأشخاص الذين أُصيبوا بالتهاب عضلة القلب أثناء الحمى الروماتيزمية بمواصلة العلاج بالمضادات الحيوية الوقائية لمدة 10 سنوات أو أكثر.
- مُضادات الالتهابات. سيصف طبيبك مسكنًا للألم، مثل الأسبرين أو النابروكسين (نابروسين، نابريلان، أنابروكس دي إس)؛ لتخفيف الالتهاب والحمى والألم. إذا كانت الأعراض شديدة، أو كان طفلك لا يستجيب لمضادات الالتهاب، فقد يصف لك الطبيب الكورتيكوستيرويدات.
- الأدوية المضادة للتشنُّج. لعلاج الحركات اللا إرادية الشديدة التي يسبِّبها رقص سيدينهام، قد يصف لك الطبيب أدوية مضادة للتشنُّجات، مثل حمض الفالبرويك أو كاربامازيبين (Carbatrol، وTegretol، وغيرهما).
الرعاية على المدى الطويل
ناقش مع طبيبك نوع المتابعة والرعاية طويلة الأجل التي سيحتاجها طفلك.
ربما لا يظهر تلف القلب الناتج عن الحمى الروماتيزمية لعدة سنوات. وستعين على طفلك عندما يكبر أن يخبر الأطباء بإصابته بالحمى الروماتيزمية وخضوعه لفحوص دورية للقلب.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
يمكن أن يوصي طبيبك براحة طفلك في الفراش وأن يطلب منك الحد من أنشطته حتى تحسّن الالتهاب والألم وغير ذلك من الأعراض. إن كان الالتهاب في أنسجة القلب، فقد يحتاج طفلك إلى التزام الراحة في فراشه لفترة تتراوح بين بضعة أسابيع وبضعة أشهر، بحسب درجة الالتهاب.
الاستعداد لموعدك
إذا كان طفلك يعاني علامات وأعراض الحمى الروماتيزمية، فمن المرجح أن تبدأ بزيارة طبيب الأطفال. ومع ذلك، قد يحيلك الطبيب إلى أخصائي القلب (طبيب أمراض القلب للأطفال) لإجراء بعض اختبارات التشخيص.
إليك بعض المعلومات للمساعدة في الاستعداد لموعدك.
ما يمكنك فعله
أعدّ قائمة بما يلي قبل موعدك الطبي:
- أعراض طفلكَ، بما في ذلك أي عَرَضٍ يبدو غير مرتبطٍ بالأسباب التي دفعتكَ لتحديد موعدٍ طبي وأي عَرَضٍ قد تَمَّ التعامُل معه مُؤخَّرًا
- الأمراض الحالية التي أصيب بها طفلك
- جميع الأدوية، أو الفيتامينات، أو المكملات الغذائية الأخرى التي يتناولها طفلك أو تناولها مؤخرًا، وجرعاتها
- الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك
اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء إن أمكن لمساعدتك على تذكُّر المعلومات المقدمة لك.
بالنسبة إلى حُمَّى الروماتزم، تشمل الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها على طبيبكَ ما يلي:
- ما السبب المُحتمَل لأعراض طفلي؟
- ما الحالات الأخرى التي يُمكن أن تُسبِّب هذه الأعراض؟
- ما الفحوصات التي سيحتاج طفلي إلى إجرائها؟
- ما التصرُّف الأمثل؟
- هل تُؤثِّر الحُمَّى الروماتيزمية أو أدويتها على الحالات المرضية الأخرى لطفلي؟
- إلى أي قَدْر ينبغي عليَّ تقييد أنشطة طفلي؟
- هل طفلي ما يزال مُعْديًا؟ وإلى متى؟
- ما نوع المتابعة المطلوبة؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يُمكِنني أَخْذها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
لا تتردَّد في طرح أي أسئلة إضافية أثناء الموعد الطبي، بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها مسبقًا.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
قد يطرح عليك طبيبك أسئلة، مثل:
- متى بدأت العلامات والأعراض في الظهور على طفلك؟
- كيف تغيَّرَتْ بمرور الوقت؟
- هل يشعر طفلك بالبرد أو الإنفلونزا حاليًّا؟ ماذا كانت الأعراض؟
- هل تعرض طفلك للإصابة بالتهاب الحلق العقدي؟
- هل تم تشخيص إصابة طفلك مؤخرًا بالتهاب الحلق العقدي أو الحمى القرمُزية؟
- إذا كان الأمر كذلك، هل تناول طفلك جميع المضادات الحيوية الموصوفة؟
الأقسام التي تعالج هذه الحالة
أمراض القلب لدى الأطفال
جراحة القلب والأوعية الدموية
طب القلب والأوعية الدموية